المرأة وإدارة المكتبة
ظلت إدارة المكتبات ردحاً من الزمن مغيبة العنصر النسائي عن المشاركة فيها، وهذا ليس قاصراً على المكتبات السعودية فحسب وإنما بدت ظاهرة ملحوظة في أغلب البلدان العربية، ولعل لهذا أسبابا منطقية، إذا علمنا أن هذا العلم يعد حديثاً نسبياً في عالمنا العربي قياساً بالعلوم الأخرى، وأن كان حديثاً كعلم من العلوم فأن تفعليه كواقع ملموس من خلال مخرجات التعليم، يعد أكثر صعوبة إلا بعد مضي سنوات عديدة كانت نتائجها في البداية قصراً على الرجال فقط.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية فلم تبدأ مخرجات التعليم بطرح ثمارها من المتخصصات في علوم المكتبات والمعلومات إلا منذ ما يقارب العشر سنوات فقط، وهؤلاء جمعيهن من حملة البكالوريوس أو الدبلوم العام.
وإذا كنا من أحدث الدول التي درست هذا العلم كاختصاص، ومن أحدثها تخريجاً لمتخصصات جامعيات يعملن كأمينات مكتبات فإننا لا شك في تعطش وحاجة لمزيد من الأكاديميات يحملن الدرجات العليا في هذا المجال، خاصة إذا علمنا أن الحاصلات على درجة الدكتوراه في هذا المجال لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.
وطبيعي أن يكون دور المرأة السعودية محصوراً في كونها طالبة تدرس في هذا التخصص أولاً ثم عاملة في إحدى المكتبات على أكثر تقدير، ولكننا لم نرها إلى الآن في موقع إداري متميز وصانعة قرار في مجال المكتبات والمعلومات، خاصة وأن مكتبات قطاع تعليم البنات كأقرب مثال يعاني من التردي وسوء الحال، سواء كان ذلك على مستوى التعليم العام أو التعليم الجامعي.
فهل نسعد قريباً بكفاءة وطنية نسائية تتسلم موقع قيادي يلمس احتياجاتنا عن كثب، ويعالج قصورنا عن إطلاع، ويترجم آمالنا وطموحاتنا إلى واقع حي، ينهض بحال المكتبات فتصبح معه أكثر صلاحاً وفائدة وجدوى في مدارسنا وكلياتنا الجامعية، ولتكتمل منظومة العملية التعليمية والتي تعد المكتبة اليوم من أهم مقوماتها الأساسية وعوامل نجاحها.