موسوعة knol Google مشروع منافسة لإثراء المحتوى العربي

د. عصام محمد عبيد ;

ظهر على ساحة البيئة الالكترونية ضيف جديد منذ اقل من عام يسمى جوجل نول (Google Knol) وتسمح هذه الخدمة للمستخدمين بكتابة موضوعات في مجالات مختلفة ونشرها على الموقع، وقراءة الموضوعات التي كتبها الآخرون، وتهدف «نول» إلى منافسة موسوعة «ويكيبيديا» التي يكتبها المستخدمون أنفسهم، وتعني كلمة «نول» «وحدة المعرفة» وأُطلقت هذه الخدمة بشكل تجريبي في 13 ديسمبر من عام 2007، ثم أطلقتها شركة Google لمستخدميها رسمياً في 23 يوليو 2008 ، وكانت  في البداية تحتوي على مجموعة صغيرة من الموضوعات في مجالات الصحة والطب، ولكنها أصبحت فعالة بشكل كامل في الوقت الحالي.

وامتدت مؤسسة “جوجل” – صاحبة أكبر وأشهر محرك بحث على شبكة الإنترنت- من كونها مجرد محرك بحث ذو واجهة بسيطة على شبكة الانترنت إلى شركة ضخمة تنافس أغلب عمالقة تقنية المعلومات في كافة المجالات، افتتحت خدمة البريد الالكتروني و وقام بشراء Youtube وBlogs  وأطلقت Google Earth كما أنشأت شبكة للمجتمع الافتراضي فيما يسمى “Orkut” بالإضافة لخدمات متميزة عديدة، واليوم تمتد منافستها إلى موسوعة “ويكيبيدبا“فيما يسمى بموسوعة “نول”

وكلمة ” Knol “  هي اختصار لكلمة knowledge أو وحدة المعرفة أو التكنولوجيا المعرفية وهذه الموسوعة عبارة عن موقع لاستضافة العديد من مقالات knol التي تمت كتابتها لتتناول موضوعات مختلفة سواء باللغة الانجليزية واللغة العربية، ويمكن لمؤلفي مقالات knol أن ينالوا الاستحسان على كتاباتهم، كما أن بمقدورهم الاستفادة من المقالات النقدية والتعليقات، وللمستخدمين كتابة الملاحظات والتعليقات والمعلومات ذات الصلة، لذا فإن Knol تُعد نظامًا أساسيًا لمشاركة المعلومات التي تحتوي على العديد من التلميحات التي تساعد على تقييم جودة المعلومات ومدى صحتها.

ويتوقع الخبراء بأن تصبح هذه الموسوعة أكبر مستودع الكتروني للمعارف على شبكة الانترنت، وهى خدمة جديدة تتيح للملايين من المستخدمين كتابة المقالات والموضوعات في أي مجال وعبر صفحات متخصصة ومن المميز أن لها نسخة باللغة العربية للعرب، وبطبيعة الحال، تتم فهرسة مقالات knol بواسطة محركات البحث الكبيرة والعديدة، كما تصبح مقالات knol ذائعة الصيت تمامًا كما هو الحال مع صفحات الويب العادية، ويتيح موقع  Knol  لأي شخص كتابة مقالات knol وإدارتها من خلال متصفح موجود على أي جهاز حاسب شخصي.

وتهدف جوجل من وراء إنشاء تلك الموسوعة إلي تشجيع رواد شبكة الانترنت على تنمية مهاراتهم الكتابية، وإثراء رواد الشبكة بالكثير من المعلومات المفيدة، وإتاحتها لهم بشكل منظم ومبسط.

وفي العالم العربي توجد فجوة رقمية كبيرة ونقص ملحوظ في المحتوى المكتوب باللغة العربية، من هنا كانت مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للمحتوى العربي، وذلك من خلال مشروع (منافسة إثراء المحتوى العربي المفتوح) من خلال جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن والذي يهدف إلى إثراء المحتوى العربي وتحفيز المجتمع للمشاركة فيه ودعم صناعة المحتوى العربي بكافة أشكاله لدعم الوصول الحر للمعلومات.

ويبدو أن ثمة فكرتين مركزيتين خلف مشروع نول: الأولى أن “هناك الكثير من المعرفة التي لم تُدوّن بعد، أو إن كانت دُونت فليس ممكنا الوصول إليها”، حسب ما قال رئيس مشروع نول “سدرِك دوبون” على المدونة الرسمية لجوجل.

ولا تكاد تحتاج هذه الملاحظة لتفسير أكثر، وتكفي الإشارة إلى النجاح الهائل لموسوعة “ويكيبيديا” التي تضاف إليها آلاف الصفحات يوميا (سواء اتفقنا أو اختلفنا على جودة ما تحويه تلك الصفحات).

ويقول “دوبون” إنه ورفاقه في جوجل لاحظوا أن جل المعرفة الإنسانية المتوفرة لا يزال محفوظا في الرؤوس، وليس متاحا للجميع.

والمقصود أن المعرفة طالما ظلت مغلقة في الرؤوس فإن محرك بحث جوجل لا يستطيع تصنيفها وإدراجها في نتائج البحث، ومن ثم كانت نول التي تهدف إلى اجتذاب المعارف خارج ضيق الجماجم، وإلى رَحَب متصفحات الإنترنت.

والفكرة المركزية الثانية خلف نول أن الموسوعة الجديدة تسعى لإنجاز ما أنجزته ويكيبيديا، ولكن مع الحذر من نقائصها.

ولعل “كعب أخيل” في الموسوعة الالكترونية عدم القدرة على الثقة من محتواها، لأنها لا تُظهر اسم مؤلفي مقالاتها ولا مؤهلاتهم.

أما نول فتُميل الميزان مجددا لصالح المؤلف، فهي تدعو الأفراد للكتابة عما يعرفون، ورغم أنها تتيح التأليف الجماعي والتعليق والتعديل، فإن كل ذلك يتم بقرار من المؤلف.

ونتيجة ذلك نظريا – إذ لا يزال المشروع  في مهده- أن نول ستتحاشى أزمة المصداقية التي لازمت “ويكيبيديا” منذ البداية.

صحيح أن دراسة من مجلة “نيتشر” العلمية قالت أواخر العام 2005 إن 85% من مقالات “ويكيبيديا” تكافئ في دقتها مقالات موسوعة المعارف البريطانية الشهيرة، لكن ذلك لم يغير الانطباع الشائع بأن محتوى الموسوعة الالكترونية غير دقيق في أغلبه، أو في أحسن الأحوال لا يمكن التحقق من صحته.

وطبيعة الموضوعات التى تتناولها knol هى أن يكون لكل مقال كاتب واحد، على عكس موسوعة “ويكيبيديا  Wikipedia” التي يشترك في تحرير مقالاتها أكثر من كاتب ليكون المقال موقعاً باسم صاحبه، ويصبح بوسع متصفحي الانترنت إضافة تعليقات، أو مراجع أو صور، وتختلف الخدمة الجديدة عن موسوعة ويكيبيديا في أن المقالات لا يمكن إعادة تحريرها إلا من خلال كاتبها الأصلي.

وتلبية لرغبة مستخدمي جوجل  في الدول العربية، أطلقت شركة جوجل الإصدار العربي من موسوعتها الجديدة نول  Knol، وذلك بعد شهر كامل من إطلاق الموسوعة باللغة الإنجليزية في خطوة يعتبرها الكثيرون بأنها تأتي لمنافسة الموسوعة العالمية الشهيرة “ويكيبيديا”.

ويمكن للمستخدمين العرب البدء بإضافة مقالات جديدة باللغة العربية بالضغط على الرابط” Write a Knol “ “ اكتب مقال” الموجود على الصفحة الرئيسية للموقع، إذ يتم الانتقال إلى واجهة جديدة توفر مجموعة من الأدوات الشبيهة بأدوات برنامج Word لتحرير النصوص، مما يسهم ذلك حث الأشخاص على كتابة مقالات عن الموضوعات  التي يعرفونها في مجالات مختلفة مثل: مقالات عن آلام الظهر أو أخرى عن تنقية المياه وثالثة عن الويب 2.0 والمجتمع الافتراضي على الانترنت وغيرها.

وخلافاً لموسوعة “ويكيبيديا”، تشترط knol على كتابها وضع التوقيع الخاص بهم على مقالاتهم التي تنشر عبر الموسوعة، وصورة شخصية، كما يحدث في المدونات Blogs ، ليتحمل الكاتب مسئولية ما كتبه، ويستقبل أيضا اقتراحات القراء بالتعديل أو الحذف أو الإضافة لتلك المواد المنشورة، ويتم إدماج تلك المقترحات على المحتوى المنشور، ليصل القارئ في النهاية إلى محتوى معرفي يتفق عليه الجميع .

أما عن مسألة تقدير الكاتب ماديا، فقد تطرقت جوجل إلى هذه القضية، وأكدت أن هناك ملايين المقالات التي تنشر على الشبكة وتشكل قاعدة بيانات هائلة، ولا يستفيد كتابها ماديا، لكن عبر موسوعة knol فإن الأمر مختلف، فسيكون لكتاب المقالات نسبة من أرباح الإعلانات التي ستنشر عبر الموسوعة .

وعلى الجانب الآخر، قال “جيمي ويلز” مؤسس “ويكيبيدبا” من محاولة جوجل قائلاً إنها تفعل أشياء رائعة ولكن لا ينجح الكثير منها، كما أن استعداد “ويكيبيديا “نفسها لإطلاق محرك بحث جديد يزيد من حدة المنافسة بينهما.

الفرق بين موسوعة” نول” وموسوعة “ويكيبيديا”:

ولكن ثمة فارقا جوهريا بين “نول” و”ويكيبيديا”، يتمثل في تركيز الأولى على أهمية “حق المؤلف”، فصحيح أن كلا من نول و”ويكيبيديا” تدعو الأفراد للمشاركة بما يعرفون بكتابة مقالات في الموسوعتين، ولكن نول تظهر اسم المؤلف وتمنحه السيطرة على ما يكتب، فلا يمكن تعديل مقاله إلا برغبته، ويختلف هذا عن “ويكيبيديا” التي يستطيع أي زائر للموقع أن يعدل ما شاء من صفحاتها، كما أن نول تتيح للمؤلفين أن يختاروا أن تظهر إعلانات جوجل النصية بجوار مقالاتهم (تُسمى نولات knols)، ومن ثم يحصلون على قسط من عوائد تلك الإعلانات (بالشراكة مع جوجل)، وتشجع جوجل المستخدمين على ذكر مؤهلاتهم وشهاداتهم التي تجعلهم أهلاً للكتابة عن موضوعات بعينها، ومن ثم تجد مثلا أستاذا بكلية طب جامعة كاليفورنيا يكتب عن كسر الفك، وكان هناك أيضا مؤلفون يكتبون بغير تبيان مؤهلاتهم، كما فعل أحدهم الذي دبج مقالا عن أصل النظام الشمسي.

وفى مقارنة سريعة بين موسوعة نول وموسوعة ويكيبيديا من ناحية التنافس يتبين عدة جوانب من خلال الجدول التالي:

الجوانب موسوعة “ويكيبيديا” موسوعة “نول”
التعليقات لا يوجد تعليقات من جانب الزوار تعليقات وتقييم للصفحات من خلال الزوار
المقترحات لا تتم تعديلات مرة أخرى من قبل الكاتب مقترحات بالإضافة أو الحذف للنص الموجود لكن تلك العملية لن تتم إلا من خلال كاتب المقال نفسه
التسجيل تسجيل خاص بالموسوعة إضافة مقالات جديدة إليها من قبل أي مستخدم، وذلك باستخدام حساب (Gmail) أو اليوتيوب (Youtube) أو أي حساب مسجل في إحدى خدمات Google المعروفة على شبكة  الإنترنت.
النشر تسمح بالمساهمة الحرة للأشخاص المجهولين وأسماء الأشخاص مهمشة ويتم نشر المقالة على موقع الموسوعة مع الإشارة إلى اسم الكاتب(الحقيقي إن شئت توثيق ذلك) وعرض صورته إن وجدت، ولا يستطيع المستخدمون الآخرون التعديل على المقالة أو إضافة أي معلومات جديدة إليها إلا بعد موافقة الشخص الذي نشرها.
الإعلانات والدعاية لا يوجد تضع تحت تصرف الكتاب زوايا إعلانية (Banner) ما يسمح لهم بوضع يدهم على جزء من العائدات. وتهدف خدمة “نول” إلى تغطية جميع المواضيع، من العلوم إلى الترفيه
روح التنافس تفتقد الروح التنافسية. فتحت الأبواب على مصراعيها أمام إحياء التنافس بين المشتركين.
السلطة الإدارية توافر السلطة الإدارية بشكل كبير جدا سهلة التحرير، فهي تشبه محرر وورد Word في الكتابة، ,تجعل المؤلف بعيدا عن أية سلطة تحريرية أو إدارية عما تقوم به ويكيبيديا.
المصداقية تشتهر بالمصداقية إلى حد كبير ما زالت فى مرحلة التجريب العلمي والدراسات فى مجال دراسات المعلومات وبالتالي لم يتوافر بعد من مصداقيتها.
المحتوى المشابه لا يوجد يوجد ما يعرف بالمحتوى المشابه على الانترنت بنسبة من 50% إلى 100% وإضافة الرابط المشابه.
العناوين الفرعية لا يوجد يتوافر عناوين فرعية حسب صاحب المقالة وتحديد ما يراه مناسباً لذلك .
الملكية الفكرية حق للموسوعة وللآخرين حق للمؤلف
الأرشفة الذاتية لا يوجد يتوافر الأرشفة الالكترونية عن طريق كتاب المقالات وحصر ما هو متعلق به منذ بادية الاشتراك في نول حتى تاريخ أخر مشاركة.
المقالات المميزة لا يوجد يتوافر فى نول المقالات الأبرز والأكثر مناقشة وما الجديد.
الروابط الإضافية للكاتب لا يوجد يتوافر روابط يضيفها الكاتب على الويب وفى الصفحة الخاصة به.

مميزات خدمات جوجل نول Google  Knol)

من المؤكد أن جوجل Google  لن تطلق خدمة تقنية تشابه أخرى موجودة على الساحة إن لم تكن تتميز عنها بجديد. “نول” ببساطة هي موسوعة معرفية على شبكة الانترنت ستتميز عن غيرها بما يلي :-

1- كتابة المقالات مفتوحة للجميع وحق التحرير و التعديل هو للكاتب الأصلي للمقالة فقط، وإذا أراد أحد الأشخاص تعديل المقالة فإن ذلك يتم بعد موافقة المؤلف.

2- يمكن للقراء أن يقوموا بتقييم الموضوع، والتعليق عليه، وإضافة وصلات خارجية لمزيد من المعلومات، وإضافة صور تثري الموضوع وكذلك وضع بعض الأسئلة حول الموضوع.

3- هناك إعلانات حول نفس موضوع المقالة المكتوبة والتي هي غالباً من برنامج جوجل الإعلاني و عائدات هذه الإعلانات سوف يستفيد منها كاتب المقالة الأصلي.

4- يجب أن تكون شخصية كاتب المقالة معروفة إلى حد كبير مع السمات الشخصية والوظيفية، ولا يسمح للأشخاص المجهولين بكتابة المقالات، وتعتقد جوجل بأن معرفة كاتب المقالة تزيد من مصداقية ما يكتب وتجعل المستخدمين يستفيدوا بشكل أكبر من المحتوى، وإيمانهم أن ذلك سيقود إلى محتويات بجودة أفضل.

5- يمكن كتابة أكثر من مقالة حول موضوع واحد من أكثر من شخص و بالتالي ليس بالضرورة وجود مقالة واحدة حول موضوع معين.

6- التنافس في عرض الأفكار وتقديم المعلومات حول موضوع معين سوف يثري المحتوى بالطبع وخصوصاً أنه سوف يكون هناك ترتيب للمقالات وفقاً لتقييم القراء.

7- الحرية في التعبير عن كاتب المقالة بمعنى أن جوجل ترحب بوجهات النظر المختلفة, وهذا في رأيي أفضل من موسوعة “وكيبيديا” والتي تتبنى فكرة الحيادية والتي لا يمكن تحقيقها على الواقع خاصة في الموضوعات شديدة التعقيد والشائكة (مثال: انظر إلى المكتوب عن الهولوكوست في “ويكيبيديا العربية” وقارنه بالمكتوب في النسخة الانجليزية – طرح مختلف تماما).

8- ليس لأحد بما في ذلك جوجل صلاحية التعديل على الموضوعات التى تخص كاتب المقالة، إلا إذا سمح بنفسه هذا الأمر، ويمكن للكاتب اختيار منح الصلاحية لجميع الأعضاء المسجلين بتعديل مقاله أو تخويلهم لاقتراح تعديل مشروط بموافقة الكاتب عليه أو عدم السماح بالتعديل.

9- للكاتب صلاحية تحديد حقوقه الفكرية لكل مقال باختيار واحدة من هذه الخيارات:-

أ) محتوى حر يمكن إعادة نشره مع ذكر المصدر.

ب) مثل السابق إضافة إلى انه لا يمكن استخدامه لعمل تجاري.

ج) حقوق محفوظة: أي لا يمكن إعادة نشرة.

10- يمكن دعوة كاتب أو أكثر آخر للمشاركة والتعديل على الموضوع الذي كتبته وبالتالي يصبح الموضوع ملك مشترك لكاتبيه.

11- محرر النص سهل الاستخدام, ويمكنك تنظيم مقالك في برنامج آخر (كالوورد مثلا) ثم نسخه ووضعه في مربع النص في جوجل نول ليظهر بنفس التنظيم، أيضا إذا استخدمت العناوين في محرر النص فان تلك العناوين ستظهر تلقائيا كفهرس للموضوع في أعلى الصفحة.

12- يمكن استيراد المقالات من ملفات بصيغ مختلفة مثل(HTML, PDF, DOC, XLS ( وغيرها (ربما من مدونة أو موقع) يمكن إدراجها مباشرة إلى جوجل نول مباشرة.

13- يمكن التعليق على الموضوعات, وهذا يجعل المقالات حية ويتيح فرصة لإثراء الموضوع.

14- يوجد منتدى مساعد (في مجموعة جوجل البريدية) أو المساعدة الرئيسية وهو لتبادل الرأي والنصائح حول استخدام جوجل نول.

15- إدارة جودة المخرجات تتم عن طريق الأرشفة في محرك البحث, بمعنى أنه تم إعداد آلية لظهور نول في محرك بحث جوجل تميز الموضوعات ذات الجودة العالية.

16- استخدام الأرشفة الالكترونية الذاتية لأصحاب المقالات والأبحاث فى نول.

17- كاتب المقالات هو الذي  يحدد حقوق الملكية الفكرية لأعماله.

18- عندما يكتسب جوجل نول الشهرة فسيكون مناخ الملايين الباحثين عن معلومة, إضافة إلى انه يتم أرشفة المقالات في محرك جوجل باستمرار وبالتالي فمقالاتك محل نظر عدد أكبر من الناس, وهنا ذكرت موسوعة “ويكيبيديا” ما أثير بشأن تحيز محرك بحث جوجل لنشر محتويات جوجل نول على حساب المواقع الأخرى لكنها ذكرت إن هذه قد لا تكون صحيحة فمحرك جوجل كان ولا يزال منصفا.

19- يمكن السماح بعرض إعلانات جوجل في مقالاتك وبالتالي تكسب لكل نقرة على إعلان موجود في صفحة مقالك، لا زال الكسب مقابل النقر على الإعلانات العربية مٌتدني للغاية, لكن ربما تغير الحال في المستقبل, أو يمكن الكتابة باللغة الانجليزية وبالتالي تحصيل كسب اكبر.

20- يستطيع أي قارئ لمقالك أو مقالاتك الوصول إلى ملفك الشخصي بسهولة, وربما تكون جودة مقالاتك وملفك الشخصي وسيلة للشركات في اقتناص الكفاءات.

تشابه المحتوى على الويب:

ومن المزايا التي ننفرد بها عن باقي المزايا في مقالات نول انه قد تظهر أحيانا في الجانب الأيسر من صفحة المقال على Knol عبارة “محتوى مشابه على الويب” ، وتشير إلى ذلك بنسب تتراوح ما بين  50 ٪ إلى 100 ٪  بالإضافة إلى تحديد الروابط ذات الصلة وهو تلميح على أن المحتوى ربما ليس من تأليف صاحب المقال أو ربما قام بقصه من مدونته وإلصاقه في مقال داخل موسوعة Knol.

وفي أحيان أخرى قد يصل عدد الروابط المشيرة لتشابه المحتوى إلى خمس وصلات، حتى يتم تنبيه القراء إلى أن الموضوع سبق تناوله على الويب فيسهل بذلك عليهم تتبع الوصلات للتأكد من الحقيقة، وتقوم Knol بالبحث عن هذه الوصلات بطريقة خوارزمية آلية تبحث عن عناوين صفحات مشابهة أو مضمون ذو صلة من تأليف مؤلفين مختلفين وهي وصلات قابلة للتغيير في أي وقت، وعملية البحث هذه تتم بطريقة تلقائية وهذا لا يعني أن التشابه يبقى بصورة دائمة إذ أن صاحب المقال قد يتدخل بمرور الوقت لتعديل المحتوى حيث يتم تحديث صفحات Knol كل بضعة أيام أو أسابيع.

وإن إشارة Knol للمؤلفين بوجود تشابه للمحتوى ليس هجوما بقدر ما هو تحفيز لمستخدمي knol  على كتابة مقالات بجودة عالية تفاديا لعمليات القص واللصق لموضوعات سبق تناولها على الويب ومن أجل إثراء المحتوى العربي على الانترنت بمعلومات مفيدة وأيضا لكي لا يتم في المستقبل حذف المقالات ذات المحتوى المشابه على الويب أو عدم تقييمه.

خدمة AdSense

بالأساس، تسعى موسوعة نول كسابقتها “ويكيبيديا” للاستفادة من المعرفة أو الذكاء الجمعي لجموع مستخدمي الإنترنت، ولكن جوجل – كدأبها – تستخدم الحافز المالي لاجتذاب المؤلفين لمقالات موسوعتها، ويتسق هذا المنحى مع خط جوجل الذي اتبعته منذ قدمت برنامجها للإعلانات “آد سنس” (AdSense). وفي هذا البرنامج يستطيع أي مقدم للمحتوى المعلوماتي – سواء أكان ذلك مدونة شخصية أو موقع صحيفة – المشاركة فيه، فتضع جوجل إعلانات زبائنها من الشركات الكبيرة على تلك المواقع، وتقتسم العوائد مع المواقع التي تستضيف تلك الإعلانات.

والآن تتبع جوجل الأسلوب ذاته ولكن في ميدان جديد، فكلما اجتذبت “نولة” أو مقالة على نول زواراً أكثر وروابط من مواقع أخرى، كلما ارتفع تقييمها لدى محركات البحث فتأتي في صدارة النتائج وهذا ما يرشحها للمزيد من الإعلانات.

وتشبه خطوة تحول الموسوعات الالكترونية من حقبة العمل التطوعي إلى حقبة الحافز المالي، قصة تطور البرمجيات الحرة والمفتوحة، ففي البدء في أواسط الثمانينيات الماضية، كانت مشروعات البرمجيات المفتوحة تقوم على مساهمات تطوعية من مبرمجين يتعاونون ويتبادلون ويحسنون الشفرة البرمجية، ومن أشهر منتجات تلك الحقبة نظام تشغيل “لينِكس” (Linux) الذي ينافس نظيره “ويندوز” الذي لا يمكن تحوير شفرته أو الاطلاع عليها.

ولكن بدءا من أواسط التسعينيات، أخذت بعض الشركات مثل “آي.بي.أم” و”ردهات” تقدم حافزا للمبرمجين ليواصلوا نشاطهم “التطوعي” ولكن بمقابل مادي، وفي رأي كثيرين، أفاد هذا التحول حركة البرمجيات الحرة وساعد على توسيع نطاق برمجياتها وفتح لها أسواقا جديدة.

بيد أن الحافز المادي في ميدان الموسوعات الالكترونية قد يؤتي أثرا مختلفا، فدافع الربحية -عبر الإعلانات المصاحبة للمقالات- قد يجعل المؤلفين أقل رغبة في إضافة روابط لمصادر خارجية كما يحدث على “ويكيبيديا”، فيُقصرون الروابط الخارجية (hyperlinks) والمصادر على مقالات من تأليفهم سعيا لترويج مقالاتهم وزيادة مردودها الإعلاني، وهذا قد يؤثر سلبا على جودة و”موسوعية” المقالات.

ومن خلال ذلك يمكنك الربح من خلال إعلانات “ادسنس” AdSence فقد قالت الشركة أنها تحرص على مسألة تقدير الكاتب ماديا، فقد تطرقت جوجل إلى هذه القضية، وأكدت أن هناك ملايين المقالات التي تنشر على الشبكة وتشكل قاعدة بيانات هائلة، ولا يستفيد كتابها ماديا، لكن عبر موسوعة knol فإن الأمر مختلف، فسيكون لكتاب المقالات نسبة من أرباح الإعلانات التي ستنشر عبر الموسوعة بمجرد مشاركتك فى موسوعة نول ومن ثمَ فى “ادسنس“.

ولعل الفكرة الأساسية هي الموجودة في “وكيبيديا” بمعنى أن الهدف هو الإسهام بتكوين مصدر معلوماتي موسوعي لا يختص بحقل ما, لكن الآليات بين المشروعين مختلفة. جوجل نول لا يحوي حتى اللحظة إلا عدد قليل من المواضيع مقارنة بمنافسيه وذكرت “ويكيبديا” أنها بضع مئة موضوع (نولز) أكثرها ذات علاقة بالطب, فهو لا زال في بدايته, لكن مشاريع جوجل دائما تستقطب الجماهير, لذا من الممكن أن نجد جوجل نول بعد سنين تخطى موسوعة “وكيبيديا” وذلك لسببين:

1) انه من جوجل!! وهو اكبر محرك بحث والأكثر شهره على شبكة الانترنت.

2) لوجود محفزات ومميزات للمشاركة, فمثلا لو كنت تنوي المشاركة, فعامل التحفيز سيقودك إلى جوجل عن غيره، ويمكن إضافة المقالات بأي لغة أخرى وبالتالي هناك من المقالات المكتوبة باللغات الأخرى لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال معرفة رابطها إلى اجل غير مسمى.

مقارنة الجودة والتحفيز بين المشاريع المنافسة

لو قارنا بين موسوعة “وكيبيديا” و “ياهو انسرز” و “جوجل نول” من ناحية جودة المخرجات, لوجدنا أن المخرجات في “ويكيبيديا” بجودة عالية لكن بدون تحفيز, في ياهو المخرجات بجودة منخفضة والتحفيز لا يستحق الالتفات إليه, في جوجل ربما تكون المخرجات متوسطة الجودة, لكنها بتحفيز كبير وبالتالي فكمية المعلومات في جوجل نول ربما تصبح يوما ما أكثر من المعلومات الموجودة في “ويكيبيديا” قد يتأخر ذلك اليوم بعض السنوات، ومن وجهة نظري وربما يختلف الكثير معي فيها, جوجل نول سيواصل الموضوعات ربما إلى عشرات أضعاف العدد من القراء الذين يصلون لموضوعات في مدونتك ومع ذلك فلا أظن هذا سيؤثر على التدوين لان المدونات ربما تحمل طابع آخر، كما أن جوجل نول لا تسمح بكتابة تدوينات, وهم يقصدون بذلك اليوميات.

تجريب مستمر لإنتاج المعرفة

من المبكر الحكم بأن نول ستصرف عن جوجل شركاءها، ولكن الواضح أنها أسلوب تجريبي جديد لإنتاج المعرفة يسعى لتحاشي نقاط ضعف الأساليب السابقة عليه، ولكنه لا يخلو من مثالب.

ومن أوجه الاختلاف أيضا في موسوعة نول مفهومها حول تراكم المعرفة، ففي “ويكيبيديا” يحدث التراكم المعرفي في المقال الواحد عبر مشاركات وتعديلات عشرات أو مئات أو ربما آلاف المستخدمين، فيشبه الأمر تعاقب أجيال من الفنانين على تحسين تمثال واحد، أما في نول فالتراكم يحدث عبر إتاحة رؤى متعددة للموضوع الواحد بحسب كل مؤلف، وكأنما كل نحات يضع رؤيته في تمثاله الخاص.

وينطلق هذا من تأكيد جوجل على حق المؤلف اتباعاً للتقليد المعروف في النشر الأكاديمي، فبدلا من نسخة واحدة متجددة “للحقيقة” على “ويكيبيديا”، ستتوافر نسخ عديدة على نول.

وإذ يختلف الأسلوب تختلف النتائج، فبعد مضي عام من انطلاق نول ستتعدد المقالات حول الموضوع الواحد، خاصة ما يثير منها الجدل أكثر من غيره.

فمثلا، لو بحثت عن موضوع “استنساخ” فربما تجد عشرات “النولات” التي تتناول التقنية الطبية من أوجه مختلفة وربما متعارضة: الديني والأخلاقي والعلمي والطبي والاقتصادي وغيرها، أما على “ويكيبيديا” فستظل هناك دوما مقالة واحدة.

وربما تكون نول أقرب إلى طبيعة تراكم المعرفة الإنسانية عموما، ففي دراسة العلوم مثلا، من المهم أن يتعرف المرء على “نظريات نيوتن” حتى لو ثبت أن نظريات آينشتاين أصح منها وأدق.

فالجديد في المعرفة الإنسانية لا يلغي القديم وإنما يزيحه قليلا ليتبوأ الصدارة بديلا عنه ولو إلى حين، ويختلف هذا عن طريقة عمل “ويكيبيديا” ففي “نول” يستطيع أي زائر عابراً أن يضع بصمته عليها بكل سهولة وهذا الأمر يحتاج العديد من الدراسات البحثية والعلمية فى مجال دراسات المعلومات والمحتوى العربي المفتوح لتنطلق منه موسوعات الكترونية أخرى لتأتى بالجديد فى عالم تقنيات المعلومات.

وأخيراً

قد أثار مشروع جوجل الجديد أسئلة عديدة، لعل أهمها “لماذا تقدم جوجل على إنشاء موسوعة الكترونية، فتتحول من وسيلة لتصنيف واسترجاع المعلومات عبر محركها البحثي إلى مقدم للمعرفة؟”.

وثمة إجابة مبدئية بأن زيادة حجم شبكة الإنترنت وما يتوافر عليها من معارف، يصب في المحصلة في مصلحة محركات البحث وفي مقدمتها جوجل، فالمزيد من الصفحات التي تحوي معلومات قيمة يعني المزيد من نتائج البحث، ومن ثمّ المزيد من الإعلانات التي تقدمها محركات البحث مع صفحات النتائج. ثم إن جوجل ستضيف إعلانات لمقالات (أو نولات) الموسوعة الجديدة.

فقد بنت جوجل شبكة واسعة من الشراكات مع مقدمي المحتوى المعلوماتي كمواقع الصحف والمواقع الإخبارية والمواقع المتخصصة للشركات والأفراد.

ولم يكن ما بدا تعارضا في المصالح السبب الوحيد للقلق، فقد حذر البعض من أن تنال مقالات (أو نولات) الموسوعة الجديدة معاملة تفضيلية على محرك البحث جوجل.

وقد أكدت جوجل مراراً أن محركها البحثي يتعامل مع صفحات نول كما يتعامل مع باقي صفحات الإنترنت، ولكن دان “سَليفان” من موقع SearchEngineWatch.com المتخصص في متابعة محركات البحث، أشار إلى أن برمجية محرك البحث لدى جوجل ربما لا تمنح ميزة لموسوعة نول.

غير أن مجرد استضافة الموسوعة على نطاق google.com فعنوانها knol.google.com يعطيها مصداقية لدى محركات البحث لا تتوفر بالمواقع البادئة حديثا.

وهذا في رأي “سليفان” يسهم في تقدم صفحات نول في نتائج محركات البحث بدرجة لم تكن ممكنة لو كان عنوانها knol.com.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى