المعلومات ودورها في إدارة البحوث العلمية
يعيش العالم الآن فترة غير مسبوقة في تاريخ التطور والتقدم، حيث تلاحق المتغيرات والمتحولات وتتصاعد قوى التغيير في مواطن كثيرة من العالم وتتبدل النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع ظهور عالم من التكتلات الاقتصادية بدءً من السوق الأوروبية إلى مجموعة النمور السبعة إلى المنظمة العالمية للتجارة. الكل في سباق لاهث يحاول أن يجد لنفسه مكاناً في النظام العالمي الجديد.
ومع تحول المجتمعات من التكنولوجيا المحدودة البسيطة إلى التكنولوجيا العالمية العالية، والتحول من المركزية إلى اللامركزية، والتحول من التفكير في البدائل المتعارضة والمتنافسة على البدائل المتكاملة والمتداخلة أدت كل التحولات إلى ظهور مجتمع شبكات المعلومات ونظم المعلومات ، وأثرها في دعم واتخاذ القرارات السليمة.
- إنتاج المعلومات:
المؤسسات البحثية ملزمة بتسجيل نتائج البحوث التي تمخضت عن التجارب التي أجرتها من أجل أن يستفيد منها المستويات التالية :
1- شريحة الباحثين والأخصائيين : حيث تقيم نتائج البحوث وبالتالي يعتمد عليها في دراسة نقاط أخرى وبذلك يتم إنعاش مخازن المعلومات بشكل دائم .
2- صناع ومتخذين القرار : حيث تؤدي مؤشرات النتائج لدى متخذين القرارات لاعتماد ميزانيات أكبر للبحوث حين تكون مؤشرات النتائج إيجابية، وتلافي التجارب ذات النتائج السلبية .
3- المهنيون: وهم العاملون المتخصصون في المجال الذين يوجهون استفسارات محدودة يمكن الإعتماد بصورة نهائية.
4- الجمهور العام: وهذه فئة عريضة تغطي جميع الأفراد في جميع مناحي الحياة، وتشمل أعضاء الفئات الثلاثة السابقة حين يفرغون من التزاماتهم الوظيفية والمهنية ليواجهوا هموم الحياة العادية.
- المعلومات والعلمــــاء:
لما كانت الأبحاث ما هي إلا محاولة لإضافةٍ ما على ما استخرجناه من مخازن المعرفة، فكان لابد للباحثين من معرفة ما هو موجود في مخازن المعرفة هذه. حيث أن المعرفة المسجلة بمختلف صورها ( المرئي والمسموع) تساعد على اختيار أكثر المواضيع نفعاً وحداثة في مشاريع البحوث ، وتعطي مقاييساً مقارنة للتحكم على جودة وجوهر العمل، كما إنها تعطي تنوعاً في اختيار المنهجيات والتقنيات في مختلف التخصصات. أما من أضعف هذه المزايا فهي افتقاد جعل الأعمال أكثر فاعلية لحد مضاعفة ما تم فعله في أي مكان آخر.
أولاً: المعلومات كمدخلات Information as Input:
تتمثل هذه المدخلات في جميع أنواع أوعية المعلومات في المكتبــة. فالمكتبة هي القلب النابض لأي مؤسسة بحثية، فمتى كان هذا القلب قوياً متى ما انعكس هذا جلياً على نتائج البحوث ومخرجاتها.
وتعد المكتبة العلمية مكتبة تخصصية، وذات خصوصية متميزة في بياناتها وطرق وأساليب معالجات البيانات وطرق وأساليب الخدمات ثم التقنيات المستخدمة في هذه المجالات.
خصوصياتها :
- إنها جزء لا يتجزأ من شبكة معلومات متخصصة في مجال من مجالات العلوم . كالمكتبات الزراعية و المكتبات الصناعية .
- هي جزء مكمل لشبكة قومية لنظام معلوماتي متخصص ، وهو بدوره جزء محوري في نظام المعلومات الوطني في المستقبل وهذا النظام المرتقب هو نقطة محورية في نظام المعلومات الإقليمي .. والأخير هو أيضاً نقطة محورية في نظام المعلومات العالمي .
- ارتباطها المباشر بمراكز البحث العلمي أخذاً وعطاءاً .
- متعددة ، تخدم شرائح متعددة من المستفيدين لكل شريحة احتياجاتها العامة والخاصة المتميزة (وقد تم ذكر هذه الشرائح آنفاً) .
خدمة المعلومات :
تعتبر خدمات المعلومات مرآة مراكز البحوث والمكتبات وهي التي تعكس قدرة المكتبة أو المركز على توفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب ، أي أنها دليل نجاح أو فشل المكتبة أو المركز وتعتمد خدمات المعلومات على توفر بعض العناصر مثل كفاءة وخبرة القائمين عليها ، توفر مجموعة معتبرة من مصادر المعلومات وأخيراً وعي المستفيدين وإمكانية تفاعلهم وإفادتهم. فخدمات المعلومات السلبية هي تلك الخدمات التي تقوم بتوفير ما يحتاجه المستفيد من معلومات أو وثائق فقط عند طلبه لها، أما خدمات المعلومات الإيجابية فهي تلك الخدمات التي تحيط المستفيدين بصورة دورية بالحديث من الوثائق الواردة إلى مرفق المعلومات أي أنها لا تنتظر قدوم المستفيدين لها بل تبادر بالذهاب إليهم .
وتنقسم خدمات المعلومات إلى فئتين :
أ – خدمات تقليدية :
- الإطلاع الداخلي .
- الخدمة المرجعية .
- الإعارة .
- الاستنساخ .
- الترجمة .
- الإحاطة الجارية .
ب – خدمات غير تقليدية (حديثة) :
- البحث الراجع .
- البث الانتقائي للمعلومات .
- البحث المباشر عبر قواعد البيانات العالمية .
ثانياً: المعلومات كمخرجات Information as Output:
عادة ما يكون هناك نوعان من المخرجات بعد الانتهاء من البحوث؛ أحدهما عيني والآخر معنوي الذي يتمثل في معرفة جديدة تنبثق عنها استشارات وتدريب ومطبوعات. ولإصدار هذه المطبوعات لابد من إنجاز برنامج إعلامي فعّال ولا بد من اعتماد مجموعة صغيرة من الموارد اعتماداً على مكان وضع المؤسسة في نظام البحوث الوطني .
- أنواع المطبوعات:
1- التقرير السنوي: يضم استراتيجيات المؤسسة والتجارب القائمة، والبحوث المنتهية، ونشاطات المؤسسة الأخرى.
2- المقالات العلمية: التي تنشر في المجلات العلمية، في شكل مقال علمي أو عرض للبحث Article Review ، أو ملخص Abstract.
3- أوراق المؤتمر: تعتبر المؤتمرات فرصة لتلاقي الباحثين في نفس المجال لتبادل الخبرات ومناقشة آخر التطورات، إلا أن عرض الأوراق العلمية في المؤتمرات قد لا تخدم الأبحاث من جهة عدم حداثة الأبحاث المعروضة أحياناً كثيرةً، وأيضاً عدم نشر هذه النتائج في أوساط رحبة حيث تكون مقتصرة على جمهور المؤتمر وبالتالي يكون النقل محدود.
4- التقارير الفنية والإدارية:
- تقارير القياسات (المعلومات الخام).
- تقارير الإدارية المرفوعة للجهات العليا.
- تقارير لإلقاء الضوء على الرسائل الجامعية.
5- النشرة الإخبارية: تعطي أحدث الأخبار ومستجدات البحوث في المؤسسة، وعادة ما تكون فصلية
6- النشرات الإرشادية التعليمية:
تتخذ شكلين:
- الكتيبات والمطويات.
- مواد سمعية وبصرية.
- التوزيـــــع:
لا بد أن يتضمن قائمة التوزيع الجهات المعنية التالية:
- الباحثين والأخصائيين الأفراد ذو الصلة بالمؤسسة المحليين والخارجيين.
- المؤسسات العلمية النظيرة في المناطق الإقليمية والعالمية.
3- المكتبات العلمية النظيرة والعامة والجامعية.
4- قواعد البيانات الدولية: وللنشر أكثر يمكن الاشتراك في قاعدة البيانات الدولية ذات الشهرة الدولية ومنتجي الخدمة الببليوجرافية لأن المقالات العلمية ممكن أن تستفيد من هذه القواعد العالمية وبالتالي يتحقق الهدف المرجو من النشر.
من هنا نجد أن المعلومات تدخل في دورة متجددة ومتحركة، ما أن تصل إلى مرحلة المخرجات حتى تدخل من جديد تحت البحث والتحليل والتجريب .. وتضاف لها النتائج والتوصيات وتصبح مدخلات …… وهكذا دواليك.