البحث عن الصحة على الإنترنت
من بدء الخليقة ، والمعرفة تشكل هم الانسان الاول للتعرف على ما حوله ، والسعي الدائم للحصول عليها في سبيل التكيف مع متطلبات الحياة . تعددت طرق الحصول على المعلومات عبر العصور لأغراض مختلفة ، فمن الفطرة والتجربة والقصة والكتابة وصولا الى عصر انتقال المعلومات المرئية والمسموعة . اتبع ذلك دخول العالم العصر الجديد لانتقال المعلومات متمثلا في الانترنت ، الذي دخل البيوت والمكاتب وكل مرافق الحياة ، وكان الاسرع على الاطلاق في الانتشار والوصول الى كل مرافق الحياة . لقد شهدت البشرية نقلة نوعية مع دخول الانترنت . واصبح الانترنت ناقل معلوماتي من الدرجة الاولى ، بالإضافة الى استخداماته الاخرى .
من المجالات المهمة التي انتشرت على صفحات الانترنت وشكلت احدى اعمدتها الرئيسية والتي تتعلق بكل انسان على ظهر البسيطة هو المجال الصحي ، ولأهمية صحة الانسان ، فقد شرعت المؤسسات الصحية والافراد المهتمين بالصحة والطب ، بأنشاء مواقع على الانترنت ، لنشر المعلومات الطبية في مختلف مجالاتها ولمختلف الافراد . لأسباب عديدة لايمكن حصرها شاب وجود هذه المواقع على الانترنت ، دخول مواقع مضللة ذات معلومات مغلوطة او خاطئة ، بل ربما تفوقت عليها في العدد ، فأصبح وجودها يهدد المواقع الطبية الجيدة و يهدد المعلومات الصحيحة على الانترنت ، وبالتالي يهدد صحة وحياة المستخدمين الذين يحصلون على المعلومات من مثل هذه المواقع .
ولكوني من مستخدمي الانترنت وأحد أهتماماتي هو الغرض الطبي بحكم عملي ، فيتبادر لذهني دائما وانا بين هذا الكم الهائل من المواقع على الانترنت عن مصادر هذه المعلومات !!! ، وهل الموقع الذي أتصفحه يحوي معلومات موثوق بها ؟ يمكنني التجول فيه والحصول على ما أريد من معلومات طبية صحيحة ، لتثقيف نفسي اولا وأسداء النصح والارشاد الى من يسألني المساعدة . بالاضافة الى هل ان المعلومات الحديثة المنشورة على صفحات الموقع مؤكدة علميا ام مجرد تنميات ؟ وتعتبر هذه المسألة هي الهم الاكبر لأنها تستهدف مزودي الخدمات الصحية كالاطباء والصيادلة وغيرهم .
أن هذا الكم الهائل من المواقع والذي يصل الى عدة ملايين والغزارة في المعلومات ، وحرية الوصول الى عالم الانترنت ، والتعامل مع هذه المعلومات بأشكالها المختلفة ( مقالات ، اسئلة ، اخبار ، ملاحظات ، الخ … ) ، بالاضافة الى سهولة أنشاء مواقع على الانترنت ، أدى الى وجود عدة أنواع من المواقع الطبية والصحية على الانترنت ، نوع يمتاز بكونه يحوي على معلومات صحيحة ومفيدة ونوع يحتوي معلومات خاطئة ومغلوطة ونوع ثالث يحتوي على معلومات من النوعين السابقين .
أنواع المواقع الطبية على الانترنت :
تنقسم المواقع على الانترنت الى عدة انواع ، و يرجع ذلك الى ملكية هذه المواقع ونوع المعلومات التي تقدمها المواقع وطبيعة المستفيد منها ( مرضى ، طلاب ، او مختصين ) .
- المواقع الحكومية : مواقع تصدر عن وزارات الصحة والدوائر الصحية والمستشفيات والمؤسسات الصحية الحكومية ، وتكون تحت أشراف موظفين حكومين ، لتقديم خدماتها على الانترنت ، والمعلومات الصحية ، وأخبار في المجال الصحي وعن المؤتمرات والندوات التي تعقد في المجال الصحي في تلك الدولة . ويهتم المسؤولون عن هذه المواقع بالمعلومات التي يقدمونها جدا لكونها تمثل الدائرة او المؤسسة التي يصدر عنها الموقع . بالاضافة الى تقديم بعض هذه المؤسسات الحكومية في العالم لخدمة انجاز المعاملات الخاصة بالقطاع الصحي في تلك الدول ، والاجابة عن الاستفسارات التي توجه الى الدائرة .
- مواقع طبية متخصصة : مواقع طبية متخصصة بنوع واحد من المواضيع الطبية او أكثر، تكون موجه الى شريحة معينة من المرضى او المهتمين بالحصول على المعلومات في هذا المجال .
- مواقع طبية عامة : تقدم الكثير من المواضيع الطبية والصحية في مختلف المجالات ، تكون موجه عادة الى شريحة كبيرة من المرضى ، وتقدم معظم موضوعاتها بشكل مبسط لكي تغني القارئ العادي . عادة تحتوي هذه المواقع على محركات بحث للموقع نفسه . مع ارتباطات تؤدي الى موضوعات معينة في مواقع اخرى مباشرة .
- المواقع الطبية التعليمية : تنقسم الى نوعين :
- مواقع تعليمية متخصصة: تقدم معلومات طبية وصحية عامة ومتخصصة عن الامراض والعلاجات ، بالاضافة الى تقديم برامج لدراستها على الانترنت . هذه المواقع موجهة بشكل اساسي بغرض تعليمي للدارسين في المجال الطبي وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومات عن اي مرض او علاج يودون زيادة معارفهم عنه .
- مواقع الجامعات اوالكليات : تقدم نبذة عن الدراسة في هذه الجامعات اوالكليات ، وعن البرامج الدراسية والعاملين فيها ، والنشاطات التي تقوم بها الجامعة او الكلية ، بالاضافة الى تقديم بعض المعلومات الطبية وأستعراض بعض نشاطات الطلاب وبحوثهم وبعض بحوث الاساتذة في الجامعة او الكلية . مع امكانية وجود نشرة او مجلة في المجال الطبي تصدر عن اصحاب الموقع .
- مواقع المكتبات الطبية : مواقع لمكتبات طبية ، تقدم العون لكل من يطلب مقالات في المجال الطبي والصحي ، عادة تحوي على مقالات وكتب طبية متخصصة ، بالاضافة الى وجود روابط مع مواقع اخرى . بعض هذه المكتبات تقدم بعض المجلات الطبية العامة والمتخصصة . يمكن توجيه أي سؤال الى هذه المكتبات بهدف الحصول على خدمة مكتبية في المجال الطبي او مقالة طبية . وهناك مكتبات عامة على الانترنت تقدم خدمات مكتبية عامة بالاضافة الى أحتوائها على خدمة في المجال الطبي .
- مواقع المجلات الطبية : تقدم أخر الأخبار والمقالات العامة والمتخصصة في المجال الطبي من محتويات هذه المجلات . لايمكن أعتبار كل المجلات الطبية على قدر واحد من المساواة . بالاضافة الى ان هناك مجلات عامة تحوي على اخبار ومقالات طبية لديها مواقع على الانترنت . المجلات الطبية ربما تصدر بشكل ورقي والالكتروني ، وربما تكون مجلة الالكترونية فقط أي تصدر على الانترنت فقط .
- موقع المنظمات غير الحكومية : مواقع لمنظمات صحية غير حكومية تهتم بالمجال الصحي وتقدم اخبار عن المنظمة ونشاطاتها بالاضافة الى معلومات طبية .
- مواقع الاخبار : تتضمن هذه المواقع أخر الأخبار الطبية والاكتشافات في هذا المجال . تحتوي هذه المواقع عادة على أرشيف يتضمن أخبار ومقالات طبية قديمة .
- مواقع شخصية طبية : مواقع لأشخاص يعملون في المجال الطبي ، تقدم معلومات عن صاحب الموقع وأنتاجه العلمي والطبي ، وبعض المعلومات العلمية والطبية ، بالاضافة الى مقالات طبية يكتبها صاحب الموقع او تنشر في موقعه من قبل كتاب اخرين . يمكن أن يكون الموضوع الطبي جزء من موقع عام أراد صاحبه (وعادة يكون صاحب هذا الموقع من غير المتخصصين ) ان يتضمن موقعه كل مجالات الحياة .
- مواقع الشركات الطبية : تقدم خدمة أعلانية لمنتجاتها ، قد تقدم وتعرض بعض المعلومات الطبية عن المنتج او المرض الذي يعالجه المنتج او الغرض من استعمال هذا المنتج . قد تكون مواقع لصيدليات ومعامل طبية تقدم خدماتها ومعلومات طبية عامة .
- تعتبر المواقع التعليمية والحكومية ومواقع المنظمات هي من أفضل المواقع الطبية . لأنها تحت اشراف طبي وعلمي ، وهناك مسؤولية يتحملها أصحاب الموقع .
- بعض المواقع الشخصية تضم معلومات ثمينة ومهمة جدا ، فأصحاب هذه المواقع بذلوا جهد كبير في سبيل انجاز هذا الموقع ، لأنه يمثل بالنسبة اليهم جزء من سمعتهم المهنية.
أهداف البحث في المواقع الطبية على الانترنت :
تختلف أهداف البحث على الانترنت في المواقع الطبية بأختلاف الباحث عن المعلومات وبأختلاف الغرض الذي تبحث عنه ، ولكن الكل يشترك في بعض الفقرات .
- يمكن للمريض بعد ان يتم تشخيصه وأعطاءه الدواء ، أن يبحث على الانترنت عن اجابات للاسئلة التي تشغل تفكيره في مجال مرضه ، بالاضافة الى توسيع مداركه عن طبيعة مرضه ، ونوع العلاج ، والحصول على اجوبة عن أسئلة لم يستطع توجيها الى الطبيب بشكل مباشر بخصوص مرضه. ولكن من الضروري جدا أستشارة الطبيب في أي معلومة يحصل عليها .
- يمكن عن طريق المواقع الطبية على الانترنت الحصول على نظام غذائي وصحي يتناسب مع الحالة المرضية للمستخدم . لكن لابد من مناقشة مختص قبل الاقدام على أختيار النظام الغذائي او الصحي .
- معرفة سبب تحليل او فحص ما والتي يقوم بها الطبيب او يطلبها ، فيمكن للمواقع الطبية الاجابة عليها . فأذا كان المريض يخضع لأي فحص دوري ، فيمكنه معرفة الأسباب وراء هذا الفحص وماهي نتائج الفحص ومغزاها .
- اذا كان المريض سيخضع لجراحة طبية ، فستزوده بعض المواقع الطبية المتخصصة بمعلومات عن هذه العملية ، بالاضافة الى أعطاءه لعناوين أطباء أعتادوا أجراء مثل هذه العملية وتكاليف هذه العملية . وأستعراض صور توضيحية لمثل هذا النوع من الجراحات .
- البحث عن رأي أخر ، فربما يكون لدى الطبيب رأي في المرض ، ووجد المستخدم على الانترنت معلومة توضح رأي اخر ، فلابد من مناقشة الموضوع مع الطبيب للوصول الى الرأي الصحيح . بالاضافة الى أن هذه المعلومة ربما تؤكد رأي الطبيب مما يعطي مصداقيه لرأي الطبيب ويصبح المريض أكثر ثقة بطريقة علاجه .
- الاتصال بين الاطباء والعاملين في المجال الصحي . فمن خلال الانترنت سيتمكن الاطباء من الاتصال فيما بينهم من مختلف أنحاء العالم ، ويناقشون أخر التطورات والمشاكل في المجال الطبي ، بالاضافة الى عرض حالات لديهم للاستفادة من أراء الاطباء الاخرين . سيتمكنون كذلك من عقد مؤتمرات وندوات لمناقشة قضايا طبية وكل من بلده عن طريق الانترنت . كذلك المشاركة في أجراء العمليات الجراحية وهم في أماكنهم عبر الانترنت .
- الحصول على أخر المعلومات في المجال الطبي ، وتحديث المعلومات الشخصية في المجال الطبي .
- شراء الاجهزة والكتب الطبية والادوية من خلال الانترنت ، لكن يجب الحذر جدا من المواقع الدعائية والتجارية ، وعدم شراء دواء او علاج غير موصوف لأن المريض قد يسيء استخدامه او تعود عليه بالمضرة أكثر من المنفعه .
- بالنسبة للطلاب والباحثين ، فالانترنت يعتبر مرجع مهم جدا للحصول على المعلومات الطبية والبحوث والمراجع والمقالات والمجلات الطبية .
- كذلك يمكن دراسة بعض المواد الطبية على الانترنت من خلال الحصول على المقررات الدراسية من مواقع تعليمية على الانترنت ، واجراء الامتحانات على الانترنت مباشرة ، والحصول على شهادات في مجالات طبية معينة .
كيفية البحث عن مواقع طبية وصحية على الانترنت :
- وضع خطة منظمة للبحث ، سوف يساعدك على ان تكون أقرب الى ما تبحث عنه ، ويتم ذلك عن طريق :
أ . معرفة ما تبحث عنه وتحديده.
ب. معرفة كيفية كتابة ما تبحث عنه بدقة وبحروف صحيحة ، مع معرفة مرادفات الكلمة ، لكون أسماء بعض الأمراض والأدوية معقدة وغير مألوفة ومتشابه في الوقت نفسه . أن عدم كتابة أسماء ما تبحث عنه بدقة يؤدي الى صعوبة او عدم تمكنك من الحصول على المطلوب . من المفيد الاستعانة بقاموس او مرجع طبي للتأكد او المساعدة في الحصول على الاسماء والمعاني الصحيحة .
- أختيار موقع البحث ، فاذا لم يمتلك المستخدم موقع موثوق به او لم يكن لديه مرجع يستخدمه ، فالاحسن البحث عن طريق محركات البحث ، هناك العديد من هذه المحركات .
- أثناء البحث سوف يعثر المستخدم على كم هائل من المواقع أكثر مما يتصور ، وأن أختيار المواقع التي ينطبق عليها الشروط او المواصفات سوف يؤدي الى الحصول على النتائج المطلوبه .
- أختيار المعلومات الموجودة في الموقع ، ومحاولة طباعة المعلومات التي يود المستخدم الحصول عليها او حفظها على جهاز الحاسوب سوف يسهل من عملية استرجاعها مستقبلا . ووضع الموقع الموثوق به في قائمة المواقع المفضلة سوف يسهل عملية الوصول الى الموقع متى ما أراد الباحث ذلك .
- ان محاولة التأكد مما حصلت عليه عن طريق البحث في مواقع اخرى امر مهم ومفيد جدا . وسينفعك كذلك في زيادة الثقة بالموقع الذي تبحث فيه بالاضافة الى امكانية زيادة المعلومات المحصل عليها .
الرقابة على المعلومات الطبية على الانترنت :
يقول كين لينس وهو مختص في علم الاوبئة : أن السبب وراء صعوبة او أستحالة مراقبة وتنظيم المعلومات الصحية على الانترنت ، هو وجود كم هائل من المعلومات مخلوطا بمعلومات خاطئة وأخرى مغلوطة عمدا .
يعتبر القيام بالبحث على شبكة الانترنت أمرا سهلا ، أما الحصول على المعلومات المفيدة فهو الامر الصعب حقا، حيث يتطلب البحث الفعال مجموعة من الامكانيات والمهارات الخاصة .
أن وجود هذا الكم الهائل من المواقع على الانترنت ، يبرز مشكلة مهمة ، هي ما هو تصنيف المواقع او هل هناك شكل منطقي او عملي لتصنيف المواقع على شبكة الانترنت ؟ والجواب سيكون بالنفي ، لأن شبكة الانترنت نفسها لا يتم تشغيلها او أدارتها من قبل أي منظمة مركزية . فالشبكة ليست الا مجموعة من ملايين أجهزة الكمبيوتر الشخصية المتصلة ببعضها البعض عبر العالم أجمع . فلا يوجد شخص بعينه هو المسؤول ، ومن ثم فكل شخص عليه أدارة جهاز الكمبيوتر الخاصة به . وهو ما يطلق عليه وحدات الخدمة – Servers – بدون وجود قواعد او قوانين للارشاد .
هذا الحال بالطبع ينطبق على المواقع الطبية والصحية على الانترنت والتي يعاني الكثير منها من مشكلة المواقع المضللة ، التي يعلق عليها أحد المختصيين ، قائلا : (هناك معلومات مغلوطة أكثر من تلك الصحيحة على هذه المواقع ) .
الأشكال التي يمكن أن تأتي عليها المواقع الطبية المضللة :
- تعطي بعض المواقع نصائح طبية صحيحة ولكنها في الحقيقة تحاول بيع أحد المنتجات ، فتكيف المعلومات مع المنتج في محاولة لزيادة الثقة بالمنتج وبالتالي زيادة مبيعاته .
- تعطي بعض المواقع دعاية لمنتج خاص جدا يعالج مشكلة لم يجد لها الطب علاج ( كالصلع ، الايدز ، وغيرها من المشاكل الطبية ) ، وهو منتج غير مثبت علميا .
- تأتي رسائل من مواقع شخصية لأناس يدعون شفاءهم من بعض الامراض .
- تمتزج في بعض هذه المواقع معلومات طبية موثوق بها مع معلومات أخرى غير دقيقة ، لم يثبت صحتها .
- تروج بعض المواقع لاخبار ومكتشفات حديثة لم تثبت علميا .
هناك الكثير من المحاولات للرقابة او محاولة التفريق بين المعلومات الصحيحة والمضللة تقوم بها مؤسسات او مجموعات تحاول تقييم المواقع ، وأعطاء أرشادات للمستخدم ليتمكن ذاتيا من تقييم الموقع الغير جيد وتجنبه . لكن الاهم دائما في هذه العملية هو المستخدم نفسه ، الذي يجب عليه أن يمتلك المهارات التي تؤهله للتمييز بين الموقع الذي يقدم معلومات جيدة والموقع الذي يقدم معلومات غير جيدة .
لذلك فقد قامت لجنة التجارة الفدرالية ( FTC ) بعمل حملة تحت أسم ( Operation Cure . All ) ، تهدف الى كبح جماح الأدعاءات الصحية الخادعة على الانترنت . وتعمل هذه الحملة على أستخدام الانترنت بطريقتين : اولهما : أداة لتنفيذ القانون لآيقاف الادعاءات الكاذبة عن منتجات وعقاقير يتم الاعلان عنها بشكل مبالغ فيه كعلاج لامراض متنوعة . وثانيا ، أستخدام الانترنت كوسيلة أتصال لتمد العملاء بمعلومات صحيحة تتعلق بالصحة .
وهناك مواقع أنشأت خصيصا لتنبيه المستخدم الى المواقع المضللة ، ووضعت التعليمات والطرق التي تمكنه من التقييم الذاتي والتعرف الى المواقع المضللة .
- موقع Quackwatch ( quackwatch.com ) ، وهو موقع يقدم دليل عن المواقع التي تقدم الخدع وحيل خاصة بالصحة .
- urac.org موقع مصمم لتقييم المواقع الطبية. ويزود المواقع الاخرى المستوفية للشروط التي يطلبها بشعار الموقع للدلالة على ان الموقع يمتلك الشروط التي تؤهله أن يكون موقعا موثوق به . كذلك يتأكد المشرفين على هذا الموقع ( urac ) بأستمرار من المواقع التي حصلت على الشعار ومدى التزامها بالشروط وعدم الاخلال بها .
لابد من ذكر بعض أنواع هذه التعليمات التي تقدمها بعض مواقع الرقابة لكي يلتزم بها أصحاب المواقع الطبية والصحية ، لأعطاء مصداقية لمواقعهم ، حتى تؤدي الغرض المرجو منها وهو فائدة المستخدم بالحصول على المعلومات الصحيحة .
دستور HON :
يعتبر دستور HON وهو مختصر ( Health On the Net code of conduct ) بمثابة دستور للمواقع الطبية والصحية على الانترنت . وقد أختارت مواقع عديدة أن تتخذ من هذا الدستور العالمي منهجا لها ، ويتحتم على المواقع التي تريد الاشتراك في هذا الدستور أن تتقدم بطلب أشتراك ، وبعد ان يتأكد اصحاب موقع الدستور من مطابقة مواصفات الموقع لجميع الشروط المطلوبة ، يمكن لمثل هذا المواقع من عرض شعار الدستور . ولايقوم دستور HON بتصنيف نوعية او محتويات المواقع الطبية على الانترنت ، أنما يقوم بتعريف مجموعة من القواعد صممت خصيصا لمساعدة القارئ على معرفة مصدر المعلومات التي يقرأها والهدف منها .
يتضمن دستور HON ثمانية مبادئ ، تم ذكرها على الموقع( www.hon.ch/honcode/conduct.html ) ، وهي تتضمن ما يجب ان يحتويه الموقع الطبي وما يقدمه من خدمات طبية :
- سوف يتم تقديم النصائح الطبية والصحية على هذا الموقع بواسطة أطباء متخصصين ومؤهلين وعلى درجة عالية من التدريب . الا اذا كانت هناك رسالة واضحة تقضي بأن النصيحة المقدمة ليست من جهة طبية .
- تهدف المعلومات المقدمة على هذا الموقع الى تأييد ومساندة العلاقة بين الطبيب والمريض ، لا أن تحل محل هذه العلاقة .
- يجب ان يحترم الموقع سرية المعلومات الخاصة بالمرضى والزائرين بما في ذلك تعريف لهويتهم . كما يجب أن يمتثل أصحاب هذا الموقع للاجراءات القانونية الخاصة بسرية تلك المعلومات الطبية والتي يتم تطبيقها في الدولة التابع لها الموقع .
- كلما سنحت الفرصة ، سوف تعضد المعلومات التي يحتوي عليها الموقع بمراجع واضحة لمصادر هذه البيانات . بالاضافة الى الامداد بروابط HTML خاصة بهذه البيانات كلما أمكن ذلك . وأن يتم عرض أي تعديلات في بيانات الصفحات الطبية بشكل واضح ( كأن يتم التنويه عنه في أسفل الصفحة مثلا ) .
- أي أدعاءت تختص بالفوائد الناتجة عن عقار ما او منتج تجاري او خدمة ما سوف يتم تأييدها بالادلة المناسبة وبأسلوب واضح (كما تم التنويه في المبدأ الرابع ) .
- سيبحث مصمم او مصممو هذا الموقع الطبية دائما عن الأسلوب الأمثل لعرض المعلومات بشكل واضح . كما سيتم أرفاق عناوينهم حتى يستطيع الزائرون الذين يرغبون في المزيد من المعلومات الأتصال من خلالها .
- سيتم الأعلان بشكل واضح عن المصادر المساندة لهذا الموقع ، بما في ذلك منظمات تجارية وغير تجارية تشارك في تمويل هذا الموقع وأمدادها بالخدمات .
- اذا كان الأعلان هو أحد مصادر تمويل الموقع ، فسيتم أعلان ذلك بوضوح . كما سيتم عرض وصف سريع للسياسة الاعلانية التي ينتهجها أصحاب الموقع . بالاضافة الى عرض المحتويات الطبية والاعلانات بأسلوب مميز لكل منهما حتى يستطيع زائروا الموقع التفرقة بينهما .
التقييم
اما بالنسبة الى المستخدم ، فأن هناك عدةطرق للتقيم ، وهذه الطرق تعتمد بالشكل الاساس عليه شخصيا وعلى مستوى ثقافته الطبية ، ومع اقتراحنا له بتطبيق طريقة PILOT التي تهدف الى مساعدة المستخدم للقيام بتقييم الموقع الطبي ذاتيا ، ومعرفة هل الموقع الذي يتصفحه موثوق به ام لا ؟ ويتم ذلك من خلال مطابقة معلومات الموقع مع ما يلي :
– الهدف من الموقع P
اذا كان للموقع هدف معلن فأقراه . وأن لم يكن الامر كذلك ، فأقرأ الصفحة الرئيسية للموقع وحللها حتى تصل لهدف الموقع . هل هو موقع يهدف الى تثقيف الأشخاص وتزويدهم بالمعلومات ؟ أم أنه موقع مصمم لاقناع الاشخاص وبيع منتجات لهم ؟
– المعلومات التي يتضمنها الموقع I
تقدم المواقع الطبية المفيدة على الانترنت معلومات قيمة وحقائق مؤكدة بدلا من مجرد أراء وشهادات . اذا كان الموقع يبيع منتجا ما ، فيجب أن تسأل نفسك اذا كان ذلك يؤثر على المحتوى ام لا .
– الروابط L
تريد أفضل المواقع تقديم المعلومات لك . كما أنها تقوم بترشيح بعض مواقع الانترنت الاضافية التي تحوي المزيد من المعلومات عن الموضوع محل البحث او موضوعات متعلقة به . ويتم تقييم او مراجعة أفضل الروابط بدقة .
– محررو الموقع O
من هو الشخص المسؤول عن المعلومات الموجودة في الموقع ؟ تعتبر أفضل مصادر المعلومات الطبية الصحيحة هي : الجمعيات الطبية ، المستشفيات الشهيرة ، المواقع التي تخضع للأشراف الحكومي والجامعي .
– التناسب الزمني T
تعد المعلومات الطبية نافعة ومفيدة – فقط – اذا كانت حديثة ، فأبحث عن المواقع التي تحدث معلوماتها بأنتظام .
فوائد البحث في المواقع الطبية على الانترنت :
المواقع الطبية على الانترنت تتضمن فائدة كبيرة للمستخدم الباحث عن المعلومات الطبية ، وقد سهل الانترنت من فرصة المستخدم للحصول على المعلومات بشكل أسرع ، ووفر عليه المكان والزمان ، حيث بأمكانه الحصول على هذه المعلومات من أي مكان يتوفر فيه أنترنت وفي أي وقت من دون تحديد . لكون المواقع الطبية والصحية مواقع خدمية في جزء كبير منها فقد وفرت فوائد جمة للمستخدمين ، نوجزها بما يلي :
- الحصول على أخر المعلومات الطبية في مجال العلاج او الامراض ، الذي يمكن المريض من معرفة المزيد عن طبيعة مرضه ، وكل ما يستجد في هذا الموضوع ، ولكن لابد من أستشارة الطبيب للتأكد من نوع المعلومات التي حصل عليها .
- أصبح الانترنت مرجعا مهما للطلاب والباحثين للحصول على المعلومات ، ويمتاز الانترنت عن غيره من مصادر المعلومات بالوفرة والسرعة و السهولة.
- الحصول على نظام غذائي وصحي يتناسب مع الحالة المرضية .
- توفر بعض المواقع أمكانية شراء أدوية وكتب ومعدات طبية ، ولكن يجب الحذر من الاستخدام السيء.
- يلعب البريد الالكتروني دورا مهما في تحديد مواعيد الكشف الطبي ، ومعرفة نتائج الكشف من دون الحاجة الى رجوع المريض الى الطبيب .
- الوحدات المعلوماتية في المستشفيات والمراكز الخاصة ستزود المريض بأخر التطورات في مجال العلاج ، بالاضافة الى أمكانية أرسال نشرات أرشادية اليه .
- الاشتراك في المجلات والنشرات الصحية التي ترسل عن طريق البريد الالكتروني .
- التماشي مع أخر التطورات الطبية والصحية ، كذلك الحصول على المقالات التي تنشر في مواقع المجلات على الانترنت ، وبشكل سريع مما يزيد من فرصة الحصول على معلومات حديثة .
- عقد مؤتمرات ولقاءات بين الاطباء والعاملين في المجال الصحي ، دون الحاجة الى السفر والتجمع في مكان واحد .
- الأستفادة من تجارب الاخرين ، حيث يقوم بعض المرضى بنشر معلومات عن مرضهم وكيفية علاجهم لكي يستفيد منها المرضى الاخرين والاطباء . بالاضافة الى أمكانية أستفادة المؤسسات الصحية من تجارب المؤسسات الصحية الاخرى التي تنشر على الانترنت .
- هناك مثال عملي عالمي ساعد الانترنت كثيرا في أنجازه ، وهو مشروع الجينيوم البشري . الذي اشترك فيه الكثير من العلماء والاطباء والباحثين من دول مختلفة (الولايات المتحدة الامريكية ، بريطانيا ، اليابان ، فرنسا ، ايطاليا ، المانيا ، … الخ ) ، و كل عالم منهم كان يقوم بنشر نتائج أبحاثه وما توصل اليه في موقع خاص صمم خصيصا لهذا المشروع لكي يطلع عليه بقية العلماء .
- يعتبر السماح للمرضى بتحمل مسؤولية أجراء الابحاث عن حالاتهم المرضية أحد أهم الطرق التي يحدث الانترنت فيها ثورة في مجال الرعاية الصحية . على النقيض من المرضى – قديما – لم يكن لديهم معلومات كافية وكانوا منعزلين عن المعرفة لطبية ، فأن المرضى اليوم بأمكانهم الذهاب الى الطبيب وعقولهم مملؤة بالمعلومات وأذرعهم تحمل أوراق الأبحاث التي قاموا بها .
- وزارات الصحة والدوائر والمؤسسات الصحية في العالم ستتمكن من وضع خدماتها متوفرة أمام الجمهور على الانترنت ، وتسهيل طريقة الحصول على خدماتها الطبية .
- القدرة على الحصول على المعلومات في أي وقت من اليوم وفي أي مكان يتوفر فيه الانترنت .
- السرية في الحصول على المعلومات ، حيث لايتطلب البحث ذكر الأسم او تعريف بهوية المستخدم . بالتالي أمكانية البحث عن مواضيع ربما تكون خاصة او محرجة بالنسبة للمستخدم .
أرشادات وتحذيرات لمستخدمي الانترنت بخصوص المعلومات الصحية:
- لاتحاول الحصول على كل المعلومات من موقع واحد ، والتصرف الامثل هو مقارنة المعلومات التي حصلت عليها عن الموضوع الذي تبحث عنه في عدة مواقع ، وربما تلاحظ أن المحتوى الاساسي قد تكرر في عدة مواقع وبأشكال مختلفة وتحت عناوين مختلفة .
- يجب ان يكون لدى المستخدم معرفة بالمصطلحات الطبية ومرادفاتها ، وكذلك لديه أسم الكلمة المطلوبة صحيحا ، لأن البحث على الانترنت بكلمة مشابه للمطلوب او بكلمة غير صحيحة يؤدي الى الحصول على نتائج بحثيه غير صحيحة . لابأس من الاستعانة بقاموس او مرجع طبي لمعرفة معنى او التأكد من الكلمة التي يبحث عنها المستخدم .
- من المفيد جدا عند الحصول على معلومات جديدة لم يذكرها الطبيب المعالج ، مناقشتها معه ، او مع أي شخص مختص للتأكد من هذه المعلومات ، من أجل حصول الفائدة في حال كون المعلومات صحيحة . من الضروري طبع هذه المعلومات وعمل مختصر عنها لكي تكون الحجة بين يدي السائل وأمكانية المناقشة بها، وللعلم هناك الكثير من الاطباء يرحبون و يرغبون في أن يكون مرضاهم مثقفين وواعين بطبيعة مرضهم وكيفية العلاج .
- أختيار مصدر المعلومات الصحية على الانترنت ، هو أمر مماثل لأختيار الطبيب الخاص . فالطبيب يجب أن يكتسب ثقة المريض حتى يكتمل جانب من جوانب العلاج وهي الحالة النفسية للمريض . كذلك بالنسبة للموقع على الانترنت ، فكما أن المريض ربما يسال أكثر من مختص في حالة طلب العلاج او في أي قضية تهمه ، فكذلك البحث في أكثر من موقع ، يزيد من مصداقية المعلومات التي يحصل عليها .
- هناك ملايين المواقع الطبية والصحية على الانترنت ، منها ما هو مليء بالمعلومات الثمينة والمفيدة ، ومنها ماهو مضلل ومليء بالاخطاء والمعلومات غير الصحيحة . لذلك فأن الحذر الدائم يجب ان يتمتع به المستخدم ، لأن أي شخص غير متخصص يمكنه نشر معلومات او وضع موقع على الانترنت .
- لاينبغي أبدا أستخدام الانترنت كبديل للرعاية الطبية . وعدم أستخدام المعلومات التي تقرأها على الانترنت كتشخيص او علاج لمرض او حالة ما او كوصفة دوائية او كبديل للفحص الطبي .
- عدم سرية الملفات الخاصة على الانترنت ، حيث يمكن لأي من مخترقي الانترنت الوصول الى الملفات الخاصة بالمرضى ، ومعرفة تفاصيل عنهم . لذلك لابد من التأكد من الموقع الذي تسأله او تضع بعض معلوماتك الشخصية فيه ، هو موقع يتمتع ببعض الحصانة ضد الاختراق او تسرب المعلومات .
- هناك الكثير من الشروط التي يجب ان يمتلكها الموقع ، لكي يحوز على الثقة والمصداقية ، لذلك يجب دائما أن يكون المستخدم حذرا ، والمسؤول الاول عن الحصول على المعلومات الصحيحة هو المستخدم فلابد من ان يضع أستراتيجيات خاصة ومعايير لغرض الحصول على هذه المعلومات .
- أحد أهم الأسئلة التي يجب ان يسألها المستخدم قبل قراءة محتويات أي موقع ، هو معرفة صاحب الموقع او المزود بهذه المعلومات ، بالاضافة الى معرفة زمن كتابة او تحديث هذه المعلومات .
- عند وجود روابط في بعض المواقع تشيير الى مواقع أخرى ، وكان المستخدم واثقا من الموقع الذي يبحث فيه ، فهذا لا يعني أن الرابط يحتوي على معلومات طبية صحيحة ايضا .
مشاكل البحث الطبي والصحي في الانترنت بالنسبة للمستخدم العربي :
المشاكل التي تواجه المستخدم على الانترنت كثيرة ومتعددة ، ولكن المستخدم الباحث عن معلومات طبية يواجه مشاكل أكثر لكون الموضوع يخص الصحة ولا مجال للتهاون في ذلك . أما المستخدم العربي فلديه بعض المشاكل الاضافية التي يجب معالجتها والتدقيق فيها حتى يتم الحصول على نتائج جيدة ومرضية . فيما يلي بعض هذه المشاكل :
- اللغة : أن اللغة الأكثر أستخداما على الانترنت هي اللغة الانكليزية ، لهذا يواجه المستخدم العربي مشاكل جمه في فهم المعلومات التي تقدم له .
- الثقافة : المواقع الطبية او المواضيع التي تعرضها هذه المواقع هي معلومات طبية تحوي بعض المصطلحات والعبارات التي تحتاج الى تفسير ودراية بها ، حتى وأن كان المستخدم ذو ثقافة واسعة ولكنها بعيدة عن المجال الطبي . كذلك من الضرورة معرفة المستخدم للمرادفات حتى يتمكن من البحث الطبي الجيد .
- الوفرة : على الرغم من أن وفرة وغزارة المعلومات هي ميزة في الانترنت ، الا أن هذه الوفرة ربما تؤدي الى أيقاع المستخدم في حيرة عند تصفح هذه المواقع .
- نوع المواقع العربية : معظم المواقع الطبية العربية على الانترنت مواقع متواضعة ، وأكثرها شخصي ، ومن دون دعم مالي وتفتقر الى الاشراف الطبي والعلمي .
- المعرفة : مستخدمو الانترنت في العالم العربي عددهم قليل نسبيا مقارنة مع أي عدد من المستخدمين في العالم . والامية الانترنيتية منتشرة بشكل كبير ، والكثير يجهل أستخدام الانترنت وخصوصا ممن هم في الفئات العمرية المتقدمة التي لم تواكب التطورات المعرفية ( بالاضافة الى أنها الفئات الأكثر حاجة للرعاية الصحية ) . حيث أن الجهل او عدم أمتلاك المعرفة الكافية في كيفية أستخدام الانترنت او حتى في أستخدام الحاسوب صفة شائعة في الوطن العربي . بالاضافة الى وجود جهل معرفي كبير في العلوم الطبية والأتكال على الاخرين في مجال الرعاية الصحية .
- التعليم : الكثير من مستخدمي الانترنت دون المستوى المطلوب للتعليم ، ولهذا من الصعوبة جدا التواصل مع التطورات في عالم الانترنت .
- القدرة على التمييز : ليس من السهولة التمييز بين المواقع الطبية الجيدة والغير جيدة وسط هذا الكم الهائل من المواقع . وللأسباب أنفة الذكر فأن التمييز في المواقع الطبية وخصوصا الاجنبية سيكون من المواضيع التي تحتاج الى أهتمام كبير .
- التصنيف : عدم وجود تصنيف للمواقع على الانترنت وفق معيار معين ، خلق نوع من الصعوبة في البحث. ولهذا يحاول المستخدم التوجه الى محركات البحث ، وهنا تبرز مشكلة أخرى وهو وجود الالاف او مئات الالاف المواقع التي تندرج تحت الكلمة التي يبحث عنها المستخدم . وبدون وجود أستراتيجية واضحة للبحث سوف يكون المستخدم كمن يبحث عن أبرة في كومة قش .
- غياب الرقيب العربي : عدم وجود رقيب عربي على مواقع الانترنت عموما .
وللتغلب على هذه المشاكل ، يجب :
- امتلاك المستخدم للغة انكليزية وثقافة طبية جيدة ليتمكن من البحث بشكل أيجابي .
- الاستعانة بقاموس او مرجع طبي للحصول على الكلمة الصحيحة والتعرف على مرادفاتها ومعناها .
- التأكد من كون الموقع المختار موقع موثوق به وفق المعايير التي وردت ، او معايير أخرى يمكن للمستخدم الاعتماد عليها وتؤهله للحصول على المعلومة الصحيحة .
- محاولة الحصول على المعلومات من أكثر من موقع وعدم الاعتماد على موقع واحد ، والاحتفاظ بالموقع الموثوق به ضمن المواقع المفضلة .
- الاستفسار من الطبيب او الشخص المسؤول عن الرعاية الطبية عن أي معلومات تم الحصول عليها وعدم الاخذ والعمل بها مالم يتأكد من صحتها .
أمثلة على بعض الخدمات التي تقدم في الولايات المتحدة الأمريكية :
تقدم المواقع التي تصدر عن الأمريكيين او المؤسسات الصحية الأمريكية خدمات كثيرة ومعلومات مهمة و قيمة جدا ، بالاضافة الى وجود تميز في هذه الخدمات .
أود هنا الاشارة الى بعض هذه الخدمات التي تقدمها هذه المواقع في المجال الطبي ، التي ربما تساعد مؤسساتنا العربية على الاستفادة منها . علما ان الكثير من الدول المتقدمة لديها خدمات قريبه او مشابه لتلك التي تقدمها المواقع الأمريكية .
قامت العديد من المؤسسات الامريكية بمحاولة تقييم لكثير من المواقع التي تصدر عن الأمريكيين او مؤسسات امريكية في المجال الطبي على الانترنت ، ووضع قوائم بهذه المواقع سواء كانت شخصية او مواقع معلوماتية او مجلات صحية على الشبكة .
والكثير من المؤسسات الأمريكية وان لم يكن معظمها وضعت مواقعها على الانترنت لتقديم خدماتها والمعلومات الصحية والطبية ، ومنها ما هو بالمجان ومنها ما هو مقابل أجر .
هناك من المواقع ما يقدم بيانات خاصة بالأطباء ، ويتسابق الأطباء في نشر بياناتهم ضمن هذه المواقع ، لأن الكثير من المرضى أخذ باللجوء الى الانترنت لأختيار الطبيب الجيد الذي يستطيع أن يثق به ، حيث يوجد ما يزيد عن بيانات سبعمائة الف طبيب أمريكي على الانترنت . وتتضمن هذه البيانات شهادات الطبيب وخبرته وكتبه ومشاركاته الطبية وعنوانه .
أما بالنسبة للضمان والتأمين الصحي ، فالمواقع الأمريكية تقدم تقريبا معظم خدماتها عن طريق الانترنت لتسهيل شؤون مواطنيها ، ولزيادة سرعة العمل.
بالاضافة الى ذلك يقدم الكثير من الأطباء والمؤسسات الصحية أستشارات طبية على الانترنت ، وبيع الأدوية عبر الانترنت . بالاضافة الى وجود محامين متخصصين في المجال الطبي يمكن الاتصال بهم عبر الانترنت لتقديم شكوى او أستفسار قانوني .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد حوالي 52 مليون مستخدم أنترنت يبحثون عن معلومات طبية على الانترنت ( أي ما يعادل 55 % من مستخدمي الانترنت في أمريكا ) . 6 % من هؤلاء المستخدمين يدخلون يوميا الى مواقع طبية أي ما يعادل 5.5 مليون شخص .
في دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية في مارس وأستمرت حتى أغسطس من العام 2000 ، تم توجيه اسئلة تتعلق بالمواقع الطبية الى 12.751 مستخدم للانترنت ممن تجازوا الـ 18 عاما ، وقد ساعدت النتائج في تقييم الخدمات الطبية وأنشاء عدة مؤسسات لمراقبة المواقع الطبية . ومن هذه النتائج :
- 29 % من المستخدمين يقومون بالبحث أسبوعيا ، و30 % يقومون بذلك شهريا .
- 59 % هم من النساء ، والنساء أكثر من الرجال في البحث عن معلومات تخص الاطفال .
- 54 % يبحث عن معلومات طبية وصحية من أجل مساعدة أحد أفراد أسرته او أحد أصدقاءه ، و43 % يبحث عن معلومات طبية من أجل أنفسهم.
- 50 % قالوا أنهم حصلوا على معلومات جديدة ( او رأي ثاني ) ناقشوها مع أطبائهم، 92 % من هؤلاء أكدوا أن المعلومات التي حصلوا عليها مهمة جدا ، 81 % قالوا أنهم تعلموا شيء جديد من الانترنت .
- 24 % أكد على أنه حصل على معلومات قيمة ساعدته في أختيار النظام الغذائي والصحي المناسب .
- أكد معظم المستخدمين على أن واحدة من أهم المزايا التي وفرها لهم الانترنت هي الخصوصية ومجهولية أسم المستخدم . حيث قال 16 % أنه أستعمل الانترنت للحصول على معلومات في قضايا حساسة ومحرجة بالنسبة لهم . 80 % قال أنه من المهم بالنسبة لهم الحصول على معلومات من دون التحدث الى شخص أخر. 12 % فقط هم المستخدمين الذين قبلوا أن وضع عناوينهم ضمن المواقع التي يزورونها .
- الكثير من مستخدمي الانترنت أعتبروا الانترنت وسيلة للبحث عن معلومات عن مرض او علاج أكثر منه لغرض تعليمي .
- معظم المستخدمين يبحث عن المعلومات بعد أستشارة طبيبه .
- 83 % أكد أن الحصول على المعلومات عن طريق الانترنت هو أحسن بالنسبة لهم من حصولهم عليها من مصادر اخرى .
- 86 % قالوا أنهم غير واثقين بمصادر المعلومات على الانترنت .
- 81 % أكدوا أنهم وجدوا المعلومات التي يردونها على الانترنت .
- 70 % من الأطباء في أمريكا ينصحون مرضاهم بالحصول على بعض المعلومات الطبية من الانترنت .
- 10 % فقط من المرضى هم الذين أشتروا أدوية وفيتامينات عبر الانترنت .
- 30 % قال أنه يتأكد من المعلومات التي يحصل عليها من خلال الانترنت في ثلاث او أربع مواقع قبل ان يكون لديه ثقة بها .
- 42 % فقط الذين يحتفطون بعناوين الموقع الطبية ضمن مواقعهم المفضلة .
- 63 % يخاف أن تتسرب معلومات خاصة عنه ، او يتم الاطلاع على معلومات بخصوصهم موجودة ضمن ملفاتهم الطبية على الانترنت ، وكانوا يؤكدون على أن وضع ملفاتهم على الانترنت أمر سيء .
- 52 % قال أن المواقع التي يدخلونها هي مواقع مضللة ، بينما أكد 44 % ان لديهم بعض المواقع التي يثقون بها .
- وفي دراسة أخرى قام به فريق من جامعة ميشغان في الولايات المتحدة الامريكية في العام 1999 ، وشمل 400 موقع صحي ، ظهر أن نصف هذه المواقع تقريبا لم يتم تحريرها بشكل علمي ، وان 6 % من هذه المواقع تقدم معلومات غير صحيحة .
- وفي العام 1997 ركزت دراسة شملت 41 موقعا طبيا على كيفية التعامل مع أرتفاع درجة حرارة الاطفال، فوجدت 4 مواقع فقط ( أي أقل من 10 % ) تحوي على توصيات متكاملة لعلاج مثل هذه الحالة .
- معظم المستخدمون يودون الحصول على المعلومات لكي يكونوا مشاركين في أتخاذ القرار .
- معظم المرضى لايقضي عند الطبيب أكثر من 15 دقيقة ، ودائما يشكون من أن لديهم العديد من الأسئلة التي لم يحصلوا على أجابات عنها .
- أكدت دراسة أخرى أجريت في العام 1999 أن نصف المرضى في الولايات المتحدة الأمريكية لا يثقون في أطبائهم ، وأنهم غير مقتنعين بالوقت الذي يقضونه عن الطبيب .
- كما تم في أحد الأبحاث اختيار 160 موقعا طبيا على شبكة الانترنت ، فظهر وجود 47 % فقط من هذه المواقع تصدر عن مؤسسات رسمية وخاصة ذات موثوقية .
هل يزيد الانترنت العلاقة بين الطبيب والمريض ؟
لقد فتح الانترنت أفاقا جديدة ما كان الأطباء او المرضى يستطيعون تخيلها قبل عقدين من الزمن . لقد أضاف الانترنت أضافة رائعة الى عالم الطب والصحة ، هي سهولة الحصول على المعلومات في أي وقت ، والأجابة على الاسئلة التي تشغل تفكير المرضى .
على الرغم من أن طبيعة المرضى لم تتغير ، فهم دائما يبحثون عن المعلومات من طبيبهم مباشرة ( ويكونون أكثر ثقة بهذه المعلومات في حال سماعها من الطبيب مباشرة ) ، الا أن الانترنت أضاف الى ذلك معلومات أخرى يستطيع المريض البحث عنها والتأكد من معلومات طبيبه المعالج .
لكن يجب الانتباه الى أن الانترنت لايغني عن الطبيب ، فالطبيب هو الأصل في التشخيص والعلاج ، لكن يمكن الحصول على معلومات وتفاصيل أكثر عن المرض والعلاج عن طريق الانترنت . كما يمكن للمريض المطلع قراءة المواقع والمجلات الطبية المتخصصة التي يقرؤها الأطباء للحصول على المعلومات .
اسباب كثيرة تدعو المريض لسؤال الطبيب ، لان الطبيب هو اكثر من يعرف عن حالة المريض ، فالمرضى ليسوا سواسية حتى وأن تشابهة أعراض المرض لديهم وطريقة العلاج . فهناك دائما تاريخ عائلي ومرضي لكل مريض يختلف عن غيره ، وكذلك لدى بعض المرضى حساسية من بعض الأدوية . فلا يجب أبدا الاستعاضة عن الطبيب بالانترنت . ودائما على المريض ان لا يخشى من سؤال الطبيب والتأكد من المعلومات التي حصل عليها، فأغلب الأطباء يرحبون بالمرضى المثقفين، ومن خلال هذه المعلومات يمكن للمريض أن يخبر الطبيب بمعلومات يعتبرها غير مهمة وهي مهمة جدا عند التشخيص . يتأمل الاطباء في المستقبل أن يلعب الانترنت دورا مهما في متابعة حالة المريض .
يمكن للطبيب أخبار المريض عن مواقع على الانترنت موثوق بها تقدم معلومات للمرضى تساعدهم في فهم حالتهم وأسباب العلاج . أن مشاركة الطبيب المستمرة في بناء معلومات المريض هي من أهم مقومات العلاج ، فهو أول من يشخص المرض ويصف العلاج ، والمريض لابد من أن يزيد معلوماته عن مرضه وطريقة معالجته ليتمكن من التعايش والتغلب على المرض .
اما بالنسبة للأطباء فأن أستخدامهم للانترنت بشكل مستمر يجعلهم يجددون معلوماتهم ، مما يؤدي الى تحسن ملحوظ في نوعية المعلومات التي يمتلكونها والتي سوف يقدمونها ، والتي بالتالي سوف تنعكس بشكل ايجابي على أداءهم لأعمالهم .
ونصيحة اخيرة للمرضى قبل البدأ بالبحث ، أن الحصول على المعلومات عن طريق الانترنت أصبح أسهل من الحصول على المعلومات في السابق . ولكن مع هذا يجب التأكد من صلاحية هذه المعلومات ، وأمتلاك المستخدم درجة من الشك حول أي معلومة يقرأها . والبحث عن رأي اخر او أضافي في أي شيء يرتاب منه .
وكما يقول مارك توين : من الحكمة أن تكون جاهلا وتعلم ذلك ، من أن تعتقد أنك تعلم شيء وأنت لا تعلم عنه .
عندما يواجه أي منا مشكلة صحية او مرض ويحتاج الى أكثر من جواب لسؤاله ، فمن الأفضل الحصول على الجواب من الطبيب مباشرة ، فالطبيب بالاضافة الى أجراءه الفحوصات الطبية ، فهو يستخدم الحاسة السادسة لمعرفة نوع المرض عن طريق قراءة أعراضه من خلال تعابير وجه المريض ، ولغة جسده ومزاجه والتي تزيد دقة التشخيص . وهذه الدقة في التشخيص سوف تنخفض عندما يكون هذا المفتاح مفقود ، وذلك عند توجيه السؤال عن طريق التلفون او الانترنت. وربما يؤدي فهمنا للتقنيات الحديثة الى بقاءنا مدة أطول بحاجة الى التقنيات القديمة ، والتي تتضمن الأتصال المباشر بين المريض والطبيب .
وأمنية أخيرة ، وهي وجود منظمة عربية للقيام بتطوير المواقع العربية على الانترنت ، وتتكفل هذه المنظمة بمهمة جمع المواقع العربية في محرك بحث واحد ، ووضع قواعد وأسس للمواقع العربية . كما يكون من مهماتها المساهمة في تشجيع الشباب العربي على أنشاء مواقع على الانترنت من خلال تزويدهم بالاستشارات ، بالاضافة الى الأشراف على تطوير ما موجود من مواقع عربية . و مراقبة المعلومات التي تنشر والتنبيه الى المخطأ منها، لكي يكون الانترنت سلاح في يد العرب ، لا سكين في ظهورهم .