العربية في عصر الثورة الحاسوبية بين التعريب و التغريب

حازم كلاس ; hazemkallass@gmail.com ; ; ;

الصفحات: 10 - 11

 

هناك الكثير من الكتب و الابحاث و الدراسات التي كتبت و اعدت و مرتبطة بشكل او باخر بموضوع مقالنا هذا و منها على سبيل المثال لا الحصر :

  • اللغة العربية في التعليم العالي و البحث العلمي للأستاذ مازن المبارك
  • اللغة العربية و الحاسوب للدكتور نبيل علي
  • العرب و العربية في عصر الثورة الحاسوبية للأستاذ فداء ياسر الجندي

و هناك ايضا الكثير من التجارب و الحالات التي عاشها و عايشها الكثيرون منا

ليس انسلاخا :

و رفعا لاية افتراضات مسبقة علينا القول و التاكيد على ان استخدامنا للغات الاجنبية – و خاصة الانكليزية – في مجال التعلم و التعليم و خصوصا العلوم الحاسوبية ليس انسلاخا من جلدنا و شخصيتنا و لغتنا و لا اقلال من شان اللغة العربية و انما هو تاكيد على ضرورة تعلم اللغة الاجنبية للتمكن من مواكبة اخر التطورات العلمية في المجالات المختلفة و خاصة عالم الاتصالات و تقانات الحاسوب المتسارع بشكل كبير جدا

فالجميع يعرف تماما ان علم الحاسوب و كل ما نتج  و ينتج عنه او كل ما يرتبط و يتعلق به انما هو علم نشا و تطور في الغرب اضافة الى ان اللغة العالمية الاولى و الاكثر انتشارا في العالم هي اللغة الانكليزية لذا فاننا حين ندعو الى الاستفادة من اللغة الانكليزية في التعلم و التعليم لا نقصد بذلك اهمال او تناسي اللغة العربية و دورها الاساسي في حياتنا اليومية و العملية و العلمية ايضا ، بل على العكس تماما ، لاننا ندرك ان لا يمكن لامة ان تبحر في دنيا العلوم و تخوض غمار التجارب العلمية و ان تدخل عصر التقدم و التطور الا بيد ابنائها و لكن هذا ليس مرهونا – حسب راينا – باللغة العربية لان خوض غمار هذه المجالات المرتبطة بالعلوم الحاسوبية يتطلب حتما اتقان لغة اجنبية بشكل جيد و خاصة الانكليزية

تعلم اللغات الاجنبية و التعليم بها :

لست من دعاة التغريب و لكنني ايضا لست مع اعطاء اللغة العربية الاهتمام الزائد بحيث يؤدي ذلك الى نسياننا للمصطلح الانكليزي و ما يجعلني اشير الى هذه النقطة هو ما وصل اليه البعض من عدم الاكتراث باللغة الاجنبية الى الحد الذي ادى بهم الى نسيان المصطلح الانكليزي و بالتالي عدم تمكنهم من التواصل مع التطورات العلمية الا اذا قدمت لهم باللغة العربية

و هنا تجدر الاشارة الى الفرق الكبير بين تعلم اللغات الاجنبية و التعليم بها فتعلم اللغات الاجنبية هو امر ضروري و على غاية من الاهمية لانه يمكن الانسان – كما اشرنا – من التواصل مع عوالم اخرى و يفتح له نوافذ جديدة للتعرف على اخر ما وصلت اليه التطورات العلمية و الحضارية في الثقافات المختلفة اما التعليم باللغات الاجنبية فهو امر هام ايضا و لكن اهميته تكمن في خطورته حيث ان التعليم باللغات الاجنبية يجعل الطالب يعيش في جو قد يكون بعيدا على الجو اليومي و الحياتي الذي يعيش فيه ببلده و هذا ما يؤدي الى ابتعاده عن مواكبة التطورات التي يمر بها بلده و هذه حالة من التفريط غير المطلوب في الاعتماد على اللغات الاجنبية

تجارب بعض الجامعات العربية :

و في معرض حديثنا عن اللغات الاجنبية و تعلمها او التعليم بها تجدر بنا الاشارة الى بعض تجارب الجامعات العربية – و منها على سبيل المثال الجامعات السورية و السودانية – فقد اعتمدت هذه الجامعات على التعليم باللغة العربية الام و هذا – كما اوضحنا- افضل دون شك من الاعتماد على التعلم بلغة اجنبية صرفة ، و لكن اهتمام هذه الجامعات باللغة العربية و تاكيدهم على تعريب جميع الكتب الجامعية التي تدرس في الكليات ادى الى عدم اطلاع العديد من الطلاب على المصطلح الاجنبي المرافق للمصطلح العربي ، و هذا ما يمكن اعتباره نقص في التعلم بل و نقص خطير جدا

فلننظرالى التاريخ :

هنا قد يشن علينا بعض الغيورين على على اللغة العربية حرب طاحنة لخوفهم منا بان نؤدي الى تدمير اللغة العربية بشكل او باخر و لكننا نطمانهم باننا غيورون على اللغة العربية جدا و ان ما نهدف اليه هو التاكيد على ان اتقان الباحث و الدارس الاكاديمي بشكل خاص للغتين او اكثر يجعله من المطلعين و المواكبين بشكل اكبر لكافة التطورات و المستجدات على الصعيد العلمي و الحاسوبي و ذلك لتنوع مصادره في الحصول على المعلومات اضافة الى ان ذلك قد يمكنه من اسداء خدمات جليلة من خلال الترجمات التي قد يقوم بها فيخدم بذلك القارئ العربي و يغني المكتبة العربية .

بل ان اتقانه للغة اجنبية اخرى سيحقق له انتشارا اكبر و بالتالي فانه سيقدم خدمات اوسع للبشرية جمعاء من خلال التاليف ، و نضرب على ذلك مثلا … عندما كانت مفاتيح الحضارة و العلم بايدينا نحن العرب تسابق غير العرب لتعلم اللغة العربية لكونها لغة علم و حضارة و تمكنوا بتعلم للغتنا من الاطلاع على اخر تطورات العلم ليقوموا بعد ذلك بتطويرها بانفسهم و هذا هو حالنا اليوم مع اللغة الانكليزية .. و في تاريخنا الاسلامي العريق نماذج عديدة تؤكد مقولتنا هذه مثل : ابن سينا و سيبويه و … من غير العرب الذين ذاع صيتهم و حفظت اخبارهم لانهم ادركوا اهمية الاستفادة من اللغة العربية في ذلك الوقت مع الاشارة الى ان استخدامهم اللغة العربية للتعلم و التاليف لم يثنهم عن وضع مؤلفات مختلفة بلغاتهم الاصلية

خصائص مهمة للغات الاجنبية :

لا شك بان اللغة العربية هي اللغة الافضل و الاكثر قدرة على التعبير و هذا ماقاله تعالى : ” انا انزلناه بلسان عربي مبين ” و لكن للغات الاجنبية – و خاصة الانكليزية – ايضا العديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها – كالعربية – فالاختصار – على سبيل المثال – خاصية هامة تتمتع بها الانكليزية عن غيرها فاعتماد مصطلح (  CD ) بدلا من ( Compact Disk  ) و كلمة ( Internet  ) بدلا من ( International Net  ) و …  يجعل استخدامها اكثر سلاسة و سهولة و خاصة اثناء المحادثة .

الكتب العربي :

اما بالنسبة للكتب المطبوعة فان اعتماد المصطلح العربي هو الاساس مع ضرورة التاكيد و الاصرار على وجود المصطلح الاجنبي و التركيز عليه و التذكير به بشكل دائم ليكون الطالب او الباحث على تواصل و تماس مستمر مع المصطلحات الاجنبية

خلاصة :

و اخير اود ان اخلص الى اأن اللغة العربية ليست لغة أدب و شعر و معلقات فقط بل انها لغة متطورة و متجددة ايضا و قادرة – دون شك – على استيعاب العلوم المختلفة قديمها و حديثها و منها العلوم الحاسوبية و لكن تعلم اللغات الاجنبية و الاستفادة منها بهدف توسيع دائرة اطلاعنا على معارف الامم الاخرى و مال توصولوا اليه في مختلف المجالات امر على قدر كبير من الاهمية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى