تفاعل الإنسان مع المعلومات

د. مريم بنت سعد بن عوشن ;

الصفحات: 25 - 25

 

توجهت الدراسات والأبحاث المعلوماتية الجديدة بفاعليه نحو دراسة تفاعل الإنسان مع المعلومات مركزة بذلك على الجانب البشري والإنساني، والتي تبدأ من إدراكه للحاجة المعلوماتية، والبحث عنها، وطرق استرجاعها، وتوجهاته وسلوكه تجاه المعلومات.

والمعلومات بحد ذاتها هي في الحقيقة وسيلة وليست غاية، وسيلة يدرك بها الإنسان ما حوله، ويستطيع بها أن يتوصل من خلالها إلى القرار المناسب في قضية من القضايا الحياتية أو العلمية. لذا تهدف بعض الأبحاث والدراسات والنظريات في مجال تعامل الإنسان مع المعلومات إلى المحاولة الجادة في نقل وتقديم المعلومات الصحيحة إلى الإنسان المحتاج إليها في الوقت المناسب من خلال تصميم نظم آلية دقيقة وفاعلة. كما تعرض دراسات وأبحاث أخرى إلى تطوير النماذج والنظريات لتكون مساراً للأبحاث المستقبلية، ولتساعد على المشاركة في تصميم النظم بناءً على الإدراك الواعي والدقيق لحاجات وسلوكيات تعامل الإنسان مع المعلومات.

تمر الدورة المعرفية في ثلاث مراحل: الحاجة للمعلومات، والبحث عن المعلومات، واسترجاع المعلومات، وتتكرر هذه العملية أمام كل حالة يدرك فيها الإنسان أن هناك فجوة معرفية. مع العلم أن هذه الدورة المعرفية بمراحلها ليست مجردة من التأثر بعوامل داخلية تخص الفرد وإدراكه وعواطفه تجاه قضية من القضايا، وكذلك بعوامل أخرى خارجية مؤثرة من قبل بيئة العمل أو التركيبة الاجتماعية التي يعيش فيها وقد تملي عليه تعامل وسلوك محدد مع المعلومات. وقد تكتنف دراسة وتحليل العوامل الداخلية بعض المصاعب لارتباطها بالإنسان ومداركه وعواطفه.

غير أنه من المهم جداً أن يكون هناك فهم وتطبيق حقيقي لمعالم وخصائص بيئة استخدام المعلومات، لأن في ذلك جسراً يردم الفجوة بين المستفيدين وبيئاتهم وحاجاتهم وسلوكهم وبين نظم المعلومات المستخدمة والعاملين على إعدادها وتصميمها وإدارتها وتحليلها. وهذا أمر له أهميته في تحقيق نجاح أكبر لنظم المعلومات وإدارتها باعتبار عنصرين مهمين: الإنسان المستفيد من النظام، والنظام الذي يعمل من أجل الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى