المكتبات والمكتبيون في السودان

د.حسن صالح محمد علي ;


عمد الاستعمار ليظل السودان متخلفاً ثقافياً وعلمياً وإقتصادياً حتى يسهل إطالة بقائه ، فادى ذلك الى تأخر قيام المكتبات ، والسودان أقل الدول للتخطيط القومي للمكتبات

والمعلومات ويرجع ذلك لاختلاف تعاقب الحكومات وضعف عناصر التخطيط بالاضافة الى اهتمام المستعمر بالجانب الاقتصادي . فكلفت منظمة اليونسكو الخبير سيول 1960 لزيارة السودان لوضع تخطيط قومي للمكتبات والمعلومات فأرسى بعض الأسس المكتبية ثم ارسلت اليونسكو الخبير باركر وجاء للسودان 1971م لإعداد خطة نموذجيه عن السودان ، وقد عزا باركر ضعف المكتبات والمعلومات للاسباب الآتية : – 1- عدم الوعى العام بأهمية المكتبات وخدمات المعلومات من قبل المخططين ومتخذى القرارات 2- عدم التنسيق بين المكتبات 3- قلة الأموال والمعدات 4- عدم توفر الكادر المؤهل . وقد وضع الخبير باركر توصيات لتطوير خدمات المعلومات والمكتبات ولعل من أهمها : – 1- إنشاء مكتبة قومية مركزية : ( الحمد لله تم إنشاء المكتبة الوطنية ولكنها حتى الآن لم تقم بواجباتها الأساسية بأكمل وجه . 2- تأسيس اللمجلس القومي لتطوير المكتبات . 3- إنشاء مدرسة لعلوم المكتبات 4- إنشاء الشبكة القومية للمكتبات 5- العمل على توفير ميزانيات للمكتبات من ميزانية التنمية لتأسيس المكتبات 6- تأهيل وتدريب أمناء المكتبات . تعتبر المكتبات والمعلومات اليوم اساس النهضة الفكرية والتقدم ا لحضارى فى حياة الشعوب المعاصرة ( فأعطينى مكتبة أعطيك أمة ) فالمكتبات هى المعلومات التى تحتويها الكتب والمراجع والأقراص والاسطوانات وغيرها من أوعية المعلومات التقليدية والآلية لإقتنائها وتنظيمها واسترجاعها للمستفيدين بسهولة ويسر ، ولكن مفهوم العامة للمكتبة هو محلات بيع الجرائد والادوات المكتبية وشراء الرصيد, لا ومليار لا ، فالمكتبة أسمى وأكبر مما يتبادر لذهن الناس . و هى نواة المجتمع وذاكرة الأمة وهى من أهم الأدوات التى يمكن الأستفادة بها فى نشر الثقافة بين جماهير الشعب بالإضافة لذلك هى من أهم مقومات البحث العلمى والقيام بالدور التربوى. والمكتبات والمعلومات ذات جانب تطبيقى تعنى تشجيع القراءة المفيدة والبحث الهادف ، فتهتم بتحليل وتجميع وتنظيم وترميز واسترجاع الانتاج الفكرى المسجل للانسان ,وهى كعلم تهتم بالأسس النظرية والفكرية والاكاديمية فضلاً عن اهتمامها بالأساليب الفنية المختلفة ، فالمكتبة كائن إجتماعى تهدف مهنتها الى تقديم العون للإنسان واذا كان الكائن الحى روح وجسد فإن روح المهنة هى مجموعة المعارف العقلية وجسد المهنة هو الممارسات والخبرات والتقنيات وجسد بلا روح ميت لا خير فيه وروح بلا جسد شئ هائم . تعتبر المكتبات من المؤسسات الثقافية التى تقوم بنشر المعرفة بين المجتمع فتقدم الخدمات الإشادية والمرجعية والمعلومات بجهد قليل وبزمن قصير يمكن الاستفادة من المعلومات . ولعل من أهم رسالة المكتبات هى تنشئة المجتمع تنشئة سليمة تساهم فى تحقيق الاهداف التعليمية والتربوية والفكرية والثقافية وبذلك تحقق استراتيجية التعليم المستمر والذاتي إضافة لأعطاء المجتمع الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وضرورة التعاون مع الآخرين والمكتبات ليست اسواقاً جاهزة لأى شئ يطبع باى شكل من الاشكال, فالكتب على رفوفها كائنات خرساء لمن جهل فك رموزها . فالكتاب هو الذى تتجسد فيه معظم الحضارات والثقافات والشعوب وفى ظل ثورة المعلومات وتدفق المعلومات بكميات هائلة عجزت المناهج الدراسية عن مواجهة هذه التطورات الهائلة فأصبحت الأمم والشعوب تخطط من أجل تغيير فهم الطلاب وكيفية حصولهم على المعارف لتغطية المنهج الدراسي عبر المكتبات . والمؤلف يتعب كثيراً فى محتويات الكتاب ولم يكن يحفزه من التأليف الكسب المادى كما فى تفعل المشاريع التجارية البحته, ومسكين الكتاب الذى يوضع فى الرف ولم يهتم به الناس كثيراً مع انه قيل ( خير جليس فى الزمان كتاب ) فالكتاب أمانة فى عنقك ومسؤولية تقع على عاتق جميع افراد المجتمع . المكتبات توفر بيئة صالحة للقراءة ، والقراءة هى ظاهرة حضارية لاحقه لكثير من الانجازات البشرية ، كذلك هى وسيلة اساسية للحصول على المعلومات ، والمكتبات توفر المواد القرائية التى تساعد علي رفع قدرات المستفيدين ، كما تحرص على تهيئة مقومات الأنشطة الثقافية كالندوات والمحاضرات والعروض السنمائية والمعارض والمنتديات والمسابقات الثقافية . تحتل المكتبات موقعاً فريداً ومهماً فى دنيا المعرفة والثقافة ان حب العلم والمعرفة لدى المجتمع يستوجب بالضرورة تأسيس المكتبات . التطور التاريخى للمكتبات التأريخ للمكتبات هو تاريخ الفكر الانسانى ، وذلك لأن المكتبات كانت وما تزال وستظل معقلاً لهذا الفكر وتحافظ عليه ومن الوسائط التى سجلت عليها المعرفة البشرية الواح الصلصال وقطع من البردى او الجلود او الورق . فيمكننا القول بأن إنشاء مكتبة الاسكندرية كان أهم حدث فى تاريخ المكتبات ثم إنشأت مكتبة نينوي اشور نيبال ثم انتقلت الى بلاد اليونان ولعل من انفس ما انتجته المكتبات فى بلاد اليونان والرومان الالياذة والادويسة ثم انتقلت المكتبات الى اوربا ثم مكتبة الكونغرس الامريكية التى تعتبر اول المكتبات القومية فى العالم ثم انتقلت الى البلاد الاسلامية والعربية فكانت بيت الحكمة فى بغداد التى اهداها هرون الرشيد ومكتبة قرطبة والقاهرة . أهداف ووظائف المكتبات (1) تجميع وتنظيم واسترجاع الانتاج الفكرى وتقديمة للمستفيدين بكفاءة وفعالية . (2) البديل الناجح عن الاسرة فى تربية وتعليم المجتمع القيم الفاضلة ومكارم الأخلاق . (3) غرس عادة القراءة والاطلاع وسط الطلاب وتعليمهم كيفية استخدام المكتبة والمراجع والقواميس ودوائر المعارف . (4) تزجية اوقات الفراغ (5) معاونة المجتمع فى التعليم الذاتى ودعم الروابط الإجتماعية داخل المجتمع الواحد . (6) النهوض بالحركة العلمية والبحث العلمي الى ارفع مستوي يساعد فى دفع عملية التنمية فى البلاد (7) تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية والثقافية فى المجتمع . (8) البديل الآنسب عن المناهج الدراسية فى ظل اعتماد اساتذة الجامعات على المذكرات فى التحصيل الكاديمي . (9) اتاحة فرص متكافئة فى التعليم الجامعى لجميع الموطنين لتحقيق العدالة فى التعليم الجامعى (10) جمع وحفظ الإنتاج الفكري . أنواع المكتبات 1- المكتبة الوطنية : وهى التى تجمع وتحفظ الانتاج الفكرى وتراثه . 2- المكتبة الجامعية : هى جزء من رسالة الجامعة وتقدم خدماتها للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا . 3- المكتبة المتخصصه : هى التى تهتم بالإنتاج الفكرى المتخصص فى موضوع معين . 4- المكتبات العامة : هى التى تهب العلم حراً لكل من يقصدها . 5- المكتبات المدرسية : هى نظام فرعي للتعليم بغرض تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية للمدرسة . العمليات الفنية فى المكتبات : ومن العمليات الفنية فى المكتبات هى : 1/ التصنيف : هو ترتيب أوعية المعلومات وفق نظام محدد 2/ الفهرسة : هى تختص بوصف الكيان المادى وتحديد المحتوى الفكري لأوعية المعلومات . 3/ بناء تنمية المجموعات : هو عبارة عن تزويد المكتبات بمجموعة جديدة عبر سياسة واضحة مكتوبة وفق أهداف المكتبة . خدمات المعلومات فى المكتبات : ومن أهم الخدمات فى المكتبات { الانترنت – التكشيف – الاستخلاص – الخدمة المرجعية والإرشادية – التصوير – الترجمة – البث الإنتقائي للمعلومات وغيرها } استخدام الحاسوب فى المكتبات : تعد المكتبات ومراكز المعلومات من أهم المؤسسات حاجة لإستخدام الحاسوب فى عملياتها الفنية والإدارية وخدمات المعلومات ، ولقد احدث تطوراً كبيراً وذلك بتوفير سبل الافادة من المعلومات بمزاياه المتعددة مثل السرعة – الدقة – الحماية – الاختزان – الاسترجاع – المرونة, فهو مجرد اداة وخادم وليس سيداً معايير لتقويم مصداقية المعلومات من الانترنت : – (1) التأكد من ان المعلومات مسئول واضح ولديه مؤهلات وخبرات للكتابة . (2) عدم تحيز المعلومات . (3) عدم فرض آراء المؤلف . (4) التأكد من دقة المعلومات وصحتها . (5) يجب ان تكون أهداف الموقع واضحة . (6) التأكد من تحديث الموقع (7) حداثة الروابط (8) خلو الصفحة من الاعلانات ، والا تكون الصور أكثر من النص (9) سهولة التصفح استراتيجية البحث فى الانترنت 1- التعرف على قدرات وحدود البرمجيات 2- تحديد مجال البحث بدقه 3- اعطى لنفسك وقتاً كافياً 4- كن مرتباً ومنظم 5- استخدام مصادر المعلومات المتاجه 6- اتصل بالأخرين لمساعدتك 7- كن لطيفاً . فبحوث الأنترنت تجعل الطالب خامل وجامد وكسول وتقتل فيه الابداع بالإضافة لعدم الالتزام بحقوق الملكية الفكرية والرقابة وعدم تحديث المعلومة وعدم الثقة فى مصادر المعلومات ( فالثقة أساس التعليم ) ونجد ان بعض المواقع مجهولة الهوية . ومن الأسباب التى تجعل الانترنت لا يكون بديلاً عن المكتبات هى : 1- ليس كل شئ موجود فى الانترنت 2- معلومات الانترنت غير مرتبة ومنظمة بالإضافة الى أن الباحث لا يستطيع الوصول لنتائج مؤكدة 3- عدم الرقابة والجودة فالباحث لا يستطيع رقابة المواقع الاباحية واللااخلاقية 4- التكلفة العالية للإنترنت 5- القراءة فى الكتاب شيقه وممتعة نعم الانترنت مهم لانه يوفر للباحث الزمن والسرعة والجهد والمعالجة والاسترجاع ولكنه خادم وليس بديلاً عن المكتبة فهو اداة فقط فهل الاحذية جعلت الاقدام غير ضرورية؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى