التقنيـات في المكتبـة المدرسيـة
ودورها في الرفع من كفاءة العملية التعليمية
“ن والقلم وما يسطرون” هكذا اقسم سبحانه بالقلم وما يسطر به القلم هي المعلومات بأشكالها المختلفة كمخطوطة أو مطبوعة أو مسجلة بالوسائل الإلكترونية الحديثة. كما أن أول أمر إلهي صدر هو “اقرأ” فالمكتبة هي أهم المؤسسات التي تقع على عاتقها نشر الثقافة.
أن أحد المعايير الهامة التي تقاس به حضارة أي دولة هو تطورها التقني لأن هناك ارتباطا وثيقا بين العلم والتقنية على اعتبار أن التعليم هو أداة نشر العلم والتقنية، ولهذا فإن أي جهد يبذل يجب أن يتجه بالدرجة الأولى إلى التعليم.
وإن من الواجبات الأساسية لأي مؤسسة تعليمية هو القيام بربط العملية التعليمية بمتطلبات التنمية. وان نجاح أي نظام تعليمي يكون في استجابته لحاجات المجتمع الضرورية التي تتطلبها التنمية.
إن التعليم لا يعنى مجرد تجميع اكبر قدر من المعلومات ،وانما يستلزم ذلك ابتداع أدوات للتعامل مع المعلومات، وبهذا يعتبر الطلبة هم عماد التقدم في أي بلد تحاول توظيف تقنية العصر في كافة أمورها.
كما يعتبر الإنسان أغلى ثروة على وجه الأرض وان استثماره يسبق في الأهمية أي استثمار.(1)
إن المتتبع لخدمات المعلومات يتبين له عن كتب التقنيات المتسارعة التطور واحتلالها الحيز الأكبر من التطور في المكتبات ولا سيما أجهزة الحاسوب وأنظمة المعلومات وان المقصود بخدمات المعلومات هو تنظيم جيد وفعال للمعلومات ويتم ذلك بفعل إجراء عمليات فنية، تجميع المعلومات، تحليلها، تنظيمها، توفير الكادر المتخصص. وبناء على هذه التقنيات فقد تحول المكتبي من أمين مكتبة إلى أخصائي معلومات تبعا لما تفرضه متطلبات مجتمع المعلومات.
إن المكتبة من أهم مراكز التعليم ويجب إن تكون المكتبات المدرسية على نحو يعكس آخر ما وصلت إليه أساليب العلم الحديثة في الأعمال والأساليب والأدوات لتصبح مركزا لمصادر العلوم والمعلومات سواء بتوفير أفلام الفيديو والمطبوعات وشبكة الإنترنت مما يزيد فاعلية البحث العلمي ومواكبة التطور الحديث.( 2 )
ولقد ارتبط تاريخ البشرية ارتباطا وثيقا بالكتابة وتدوين المعلومات، وقد ظلت الكتابة اليدوية الوسيلة الوحيدة لتسجيل المعلومات ونقلها حقبة من الزمن.
ومع تقدم العلوم والمعارف وتزايد الإنتاج الفكري البشرى وانتشار التعليم اخذ الإنسان يبحث عن وسائل جديدة تمكنه من نشر ما يريد من معلومات وتوصل إلى اختراع الطباعة التي استمرت عشرات القرون.
إننا نعيش عصر حديث وعالم معاصر يتسمان بالتطورات السريعة والتغيرات المستمرة حيث تتزايد الاكتشافات العلمية باستمرار، وتشعبت مجالات التخصص وقد حصل الإنسان خلال هذا القرن وحده على معلومات تزيد على ما حصل عليه خلال تاريخه الطويل بكامله.
وأمام هذا الفيض الهائل من المعلومات وتنوع مصادرها ومراجعها وأوعيتها نشأت مشكلة ضرورة السيطرة على هذا الكم الهائل من المعلومات وضرورة تنظيمها وتصنيفها، ولهذا ظهرت ضرورة ملحة في استخدام تقنيات المعلومات والتي يترأسها الحواسيب الإلكترونية.(3)
فالمكتبات المدرسية تعد من أهم المرافق في مجال المعلومات لما لها من دور فعال في التعليم والبحث العلمي . فقديما كانت مجرد مكان حفظ الإنتاج الفكري بعد اقتنائه ، أصبحت اليوم تؤدى خدمات جليلة للباحثين في أتاحتها للمعلومات، لا سيما وأنه اصبح من الصعب على الباحثين والمكتبيين مواكبة كل ما تنتجه القريحة الإنسانية من معلومات فورية في كل التخصصات وعليه أصبحت المكتبات المدرسية في حاجة إلى إيجاد وسائل جديدة وحديثة تمكنها من التحكم في هذا الكم الهائل من المعلومات.( 4 )
كما تساهم المكتبات المدرسية مساهمة فعالة في التنمية من خلال إسهاماتها في التربية والبحث العلمي والتعليم وتوفير مصادر المعلومات التي يعتمد عليها عضو هيئة التدريس وانجاح العملية التعليمية للوصول إلى الهدف المنشود من خلال ما توفره من مصادر ومراجع. حيث تمثل مركزا هاما في العملية التعليمية من حيث وظيفتها التعليمية والعلمية والثقافية والتثقيفية باعتبارها الذاكرة البشرية التي تربط بين الماضي والحاضر، وعلى أساس أنها جهازا للمعلومات متطور يقوم بعمليات التجميع والاختيار والتحليل والتنظيم والاختزان والنسخ والنشر والاسترجاع للمعلومات وذلك حسب متطلبات المتخصصين والباحثين والطلبة .( 5 )
ومن خلال البرامج التعليمية والأنشطة الثقافية التي توفرها المكتبة المدرسية تساهم في تشكيل شخصية التلميذ وتنميتها عقليا وفكريا ومعرفيا وفى مستوى ذكائه كما تلعب المكتبة المدرسية دورا هاما في تنمية الثروة اللغوية للتلميذ من خلال ما توفره مصادر المعلومات المختلفة.( 6 )
ميكنة العمليات المكتبية في المكتبة المدرسية:
ويقصد بالميكنة استخدام الآلات للقيام بواحدة أو اكثر من العمليات التي يقوم بها الإنسان . ومن ثم ينتقل من شكله اليدوي إلى شكله الآلي.ولعل من أهم الآلات التي يمكن استخدامها في العمليات المكتبية هي الحاسوب.
استخدام الحاسوب في أعمال المكتبة:
لأن العمليات الكتابية والروتينية تأخذ جل وقت أمناء المكتبات وبالتالي فإن الحاسوب سيقلل من الوقت المبذول فضلا عن الدقة والسرعة.
إن نتائج استخدام الحاسوب في المكتبات أدي إلى نجاح ملحوظ وذلك لسرعة أداء العمليات الفنية كالإعارة والتسجيل والفهارس واختزان واسترجاع المعلومات وربط المكتبات بعضها ببعض لإفادة الباحث ،أيضا من ابرز أعمال الحاسوب في المكتبة مثل عمليات البحث الببليوجرافي في الإنتاج الفكري المنشور بكفاءة عالية كما يمكن أن يستخدم في تقديم الإجابات المرجعية آلتي ترد يوميا بسرعة هائلة، أيضا يمكن استخدامه كالة طبع في إنتاج بطاقات الفهارس وطبع فهارس مقتنيات المكتبة وفى طبع القوائم الببليوجرافية بسرعة فائقة. أيضا في ضبط الإعارة الخارجية واعمال التزويد.(7)
دوافع استخدام الحاسوب في المكتبة المدرسية:
إن استخدام الحاسوب في الأعمال المكتبية ليس من سبيل الترف وانما توجد عدة أشياء ضرورية تدفعنا لاستخدامه مثل:
– الحجم المتزايد للنشاط الذي يتم في المكتبة.
– الحاجة لتحسين ضبط العمليات مثل التزويد.
– الحاجة لتحسين الخدمة للمستفيدين مثل قائمة الإضافات الجديدة.
– الحاجة لمنع التكرار في الجهد.
– الحاجة لتقديم خدمات جديدة مثل الاتصال المباشر.
أي بمعنى عمل شئ اقل تكلفة واكثر سرعة ، أيضا عمل شئ غير فعال بالطرق اليدوية بسبب الحجم المتزايد، أيضا عمل شئ مستحيل يدويا.
والسرعة مطلوبة خصوصا في المكتبة الجامعية لأنها تواجه كم هائل من المطبوعات ومعالجة هذه المواد تحتاج إلى السرعة لأن تأخيرها سيؤدى إلى تراكمها ومن تم تقليل فرص الاستفادة منها.
ونستخلص من هذا أن هناك ميزتين هامتين من ميزات الحاسب الآلي تجعل من استخدامه في منا شط المكتبة أمرا مرغوبا فيه:
*- عند استخدامنا للحاسب الآلي وتغذية ذاكرته بالبيانات فإنه من السهل إعادة ترتيبها وفرزها بطرق مختلفة حتى يتسنى للجميع من الاستفادة منها مثل فهرس المكتبة فإنه يرتب مرة بالمؤلف واحيانا بالموضوع كما يمكن برمجته ليعطينا قائمة بالكتب التي طبعت أو نشرت في فترة زمنية معينة أو في بلد معين وذلك في أسرع وقت ودقة وكفاءة عالية.
*- إن الحاسب الآلي بإمكانه العمل لفترات طويلة دون توقف وبهذا يعطيه ميزة كبيرة وهى إمكانية مواجهة الزيادة المطردة والهائلة بسرعة وبكفاءة اكثر.( 8 )
خدمات المكتبة المدرسية في ظل التقنية:
أن تقنية المعلومات أصبحت من الأدوات المهمة بالمكتبات لما تقدمه من خدمات واصبحت من السمات الرئيسية لأي مكتبة تسعى إلى مواكبة التطور.
وان توفير مصادر المعلومات يعتبر ركيزة البحث العلمي ومهما سعت المكتبات للحصول على كل الإنتاج الفكري في زمن ثورة المعلومات الذي يتزايد بسرعة فائقة فإنها ستقف عاجزة. ولكن شبكات المعلومات جاءت لتفتح الآفاق للباحثين للتنقل عبر العالم الإلكتروني من خلال المواقع الإلكترونية التي تتيح للباحث الوصول إلى مصادر معلومات حديثة ومتنوعة وعديدة عبر قواعد البيانات والمعلومات والفهارس والأدلة والببليوجرافيات.
وتوجد عدة متطلبات لتقنية المعلومات بالمكتبة. من بينها:
– أجهزة الحاسوب وملحقاتها: طابعةPrinter ، ماسح ضوئي Scanner، أقراص مليزرة CD ROM لتحميل أية بيانات.
– شبكة داخلية LAN
– البرمجيات.Software
– شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) Internet
– نظام مكتبات إلى للأعمال الفنية من ( تسجيل،فهرسة،إعارة‘جرد،تزويد…)
– موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت.
– قواعد البيانات.Databases
– إتاحة مصادر معلومات غير ورقية- أقراص الفيديو- أقراص مدمجة.
– تدريب العاملين: لابد من تدريب العاملين لتحقيق أقصى استفادة من هذه الإمكانات وتطوير الخدمات آلتي يقدمونها للمستفيد من المكتبة.
– توفير الأجهزة الملائمة لطبيعة العمل.( 9 )
ومن الفوائد الجمة التي لها اثر كبير على تحسين الخدمات المكتبية :
1- سرعة الإجراءات الفنية المميكنة كأعمال الفهرسة.
2- سرعة تصنيف البطاقات في الفهارس البطاقية مع دقة عالية بفضل استخدام الحاسبات .
3- القضاء على الكثير من مشاكل التزويد ، بفضل التقنية اصبح من السهل جدا طلب الوثائق من ناشريها مباشرة بسرعة فائقة.
4- ميكنة سجلات الإعارة وإجراءاتها فقد اصبح بمقدور أمين المكتبة السيطرة على قوائم الوثائق المعارة ومعرفة من الذي استعارها وكم المدة المحددة لإعارتها دون عناء.( 10)
المراجع
1- محمد بن جمعة/التعليم في السعودية،ص4.
2- المرجع نفسه،ص 4.
3- احمد بدر/ المدخل إلى علم المعلومات والمكتبات.- الرياض: دار المريخ،
1985،ص17.
4-كمال بطوش/ النشر الإلكتروني وحتمية الولوج إلى المعلومات بالمكتبة الجامعية الجزائرية “مجلة المكتبات والمعلومات” مجلد1،ع1(ابريل2002).ص ص39-55.
5-رفيق الغضاب/ دور مكتبات مؤسسات التعليم العالي في التربية والبحث العلمي: المكتبات الجامعية دعامة البحث العلمي والعمل التربوي في الوطن العربي.- تونس: مركز التوثيق القومي،1994.ص ص263-273.
6- لطفية على الكميشى،حنان الصادق بيزان/المدخل لعلم المكتبات والمعلومات طرابلس:المركز الوطني لتخطيط التعليم والتدريب،2002. ص50 .
7-احمد بدر،محمد فتحي عبد الهادي/المكتبات الجامعية:
8-المرجع نفسه،ص251.
9-احمد أمين”متطلبات تكنولوجيا المعلومات بالمكتبات ومراكز المعلومات”شبكة أخصائي المكتبات والمعلومات،ع16(يناير2004)
10-منى كمال القاضي”الإنترنت في المكتبات المدرسية والجامعية ومراكز التوثيق” مجلة العربية3000