تقنية المعلومات في مكتبات الأطفال
غني عن القول أن تقنية المعلومات تمثل أهمية كبيرة تكتسبها من علاقتها الوثيقة بالانفتاح المعرفي وثورة المعلومات، إلى جانب دورها الرئيس في تسهيل الحصول على المعلومات بشكل دقيق وسريع، وإذا كان استخدام تلك التقنية الحديثة في المكتبات بشكل عام أصبح ضرورة حتمية تدعو إليها احتياجات المستفيدين في هذا العصر، فإن الاهتمام بإدخال “تقنيات المعلومات الحديثة ” في مكتبات الأطفال يمثل أهمية أكبر، ولعل ما يبرر هذا القول ما تتميز به مكتبات الأطفال من طبيعة المواد التي تقتنيها ونوعيات الخدمات والأنشطة التي تقدمها وكذلك أساليب الفهرسة والتصنيف، فضلا عن بعض الأهداف التي ينبغي لذلك النوع من المكتبات تحقيقها من خلال ما تنتجه تلك التقنية من سهولة في إيصال المعلومات وزيادة في انتشارها وإتاحتها للأطفال.
ولا ريب أن استخدام “تقنيات المعلومات الحديثة ” وخصوصا الحاسب الآلي يمثل جانبا مهما من التحولات الإيجابية في توفير المعلومات المناسبة والشاملة في المكتبات الأطفال خاصة وأن كثيرا من مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة قد بدأت تظهر بشكل إلكتروني وأن إنتاج مصادر المعلومات الإلكترونية المصممة خصيصا للأطفال في تزايد مستمر, يضاف إلى ذلك ما لاستخدام تلك التقنيات من تأثير مباشر على تطوير مستوى خدمات المعلومات التي تقدمها مكتبات الأطفال وتنظيم وإتاحة أوعية معلوماتها للأطفال بشكل يسهل معه استرجاعها واستخدامها، والإسهام في توفير أرضية مشتركة للتعاون المثمر مع المكتبات الأخرى في نفس المجال باستخدام شبكات المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة.
إلا أننا الآن لسنا بحاجة إلى تأسيس الاقتناع بأهمية تبني مكتبات الأطفال لتقنيات المعلومات والاستفادة منها في زيادة المصادر المعلوماتية للطفل، إذ ليس هناك اختلاف حول هذه القناعة، بيد أن المشكلة تكمن في ترجمة تلك القناعات النظرية إلى واقع ملموس، وفي الإدراك بخطوة التخلف عن مواكبة التطورات التقنية الحديثة لمواجهة الزيادة المطردة في المعلومات ومصادرها، فالحقيقة التي يجب أن نعيها هي أن أي تقاعس أو تأخير في توظيف تلك التقنيات سيكون ثمنه باهظا ليس على مكتبات الأطفال فحسب بل على كافة أنواع المكتبات الأخرى مستقبلا على اعتبار أن مكتبة الطفل هي القاعدة الأساسية وإذا كنا بحاجة إلى الإعداد المتكامل للتعامل مع البيئة الإلكترونية السائدة في عصر المعلومات فمن الأولى أن نبدأ بأول مكتبة يتعامل معها الفرد في حياته، فالطفل الذي يتعود منذ الصغر على استخدام تقنيات المعلومات الحديثة سيصبح دون أدنى شك مستخدما أفضل في مراحل عمره المختلفة مستقبلا.
كما أن إتاحة فرص استخدام تلك التقنيات للطفل مبكرا تضيف بعدا آخر لأهمية تبنيها ألا وهو المردود الإيجابي على قدرة الطفل على التعليم الذاتي بحيث يصل إلى مرحله يمكنه الاستفادة منها معتمدا على نفسه.