لينين المكتبة الوطنية الروسية
تأسست المكتبة الوطنية الروسية في عام 1862، وسط العاصمة الروسية موسكو وبجوار حديقة الكرملين العريقة، ويعتبر مبنى المكتبة الذي صممه المهندس الروسي فاليري ياشينوف من أجمل الأبنية القديمة في موسكو.
وفي عام 1918 وبعد نجاح ثورة البلاشفة تم اتخاذ قرار بوضع المكتبة تحت رعاية الدولة السوفيتية مباشرة والعمل على توسيعها ورفدها بكل ما تحتاجه، ومع بداية الثلاثينيات باشرت الدولة السوفييتية ببناء مبنى إضافي جديد بمحاذاة البناء الرئيسي للمكتبة، ولكن بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت أعمال البناء نهائياً، ونقل أكبر عدد ممكن من محتويات المكتبة إلى مناطق بعيدة أكثر أمناً، وفي ظل هذه الظروف لم يتوقف طاقم العمل وموظفي المكتبة عن تقديم الخدمات للمستفيدين.
وفي عام 1991 وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي أعادت الجهات الرسمية الروسية إلى الشوارع والجادات والحدائق أسماءها القديمة، وفي هذا السياق تحول اسم مكتبة لينين العامة رسميا إلى «المكتبة الوطنية الروسية»، واللافت للانتباه أن المكتبة لم تنل غير هذا الدعم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فقد تركت دون العناية اللازمة فحرمت من ميزانيتها السنوية أو مما تحتاجه من الدعم، الأمر الذي وصل حداً خطيراً لدرجة أصبح يهدد مبانيها بالتصدع والانهيار، كما يلاحظ الزائر قدم الأثاث والتجهيزات والتي تؤكد وبلا شك ضعف الصيانة إن لم نقل عدم وجودها.
المكتبة الوطنية الروسية هي مكتبة وطنية مجانية مفتوحة للجميع، إذ يكفي أن يقوم الزائر بتعبئة نموذج واحد ليحصل فورا على بطاقة اشتراك سنوي مقابل رسم بسيط يتيح له الدخول إلى حرم المكتبة واستخدام محتوياتها، ويقدر عدد المتقدمين بطلبات اشتراك يوميا إلى 200 شخص, في حين يتردد عليها يوميا خمسة آلاف زائر , علماً أن قاعات المطالعة تتسع لـ 2000 شخص، و يعمل في هذه المكتبة 140 من الإداريين والمستخدمين المتخصصين , ويقوم العاملون في المكتبة بتزويد الزائرين بما يقرب من 38 ألف كتاب يوميا بصفة إعارة داخلية فقط، إذ أن المكتبة لا تعير موادها إعارة خارجية، ولكنها توفر بعض الأجهزة والمعدات الضرورية لاستنساخ المراجع والمقالات لمن يحتاجها.
وتعتبر المكتبة الوطنية الروسية هي الأكبر بين مثيلاتها في أوروبا، والثانية في العالم بعد مكتبة الكونجرس الأمريكي. فهي مؤلفة من ستة طوابق ـ اثنان منها تحت الأرض ـ تحتضن بين جدرانها كثيراً من المؤلفات والموسوعات والكتب والمخطوطات والخرائط والمعاجم والأطالس والشرائط الصوتية والنوتات الموسيقية التي تعود لأكثر من مائة شعب من شعوب روسيا والاتحاد السوفييتي السابق، إلى جانب عشرات الآلاف الأخرى من المؤلفات تتوزعها كتب المعارف العامة واللغات والفنون والآداب والتاريخ والفلسفة والديانات والعلوم الاجتماعية والدقيقة والتقنية والمخطوطات النادرة بـ 247 لغة أجنبية، لتشكل في المحصلة الأخيرة «ذاكرة روسيا» المؤلفة من 42 مليون أثر محفوظ.
تتألف المكتبة من عدة أقسام:
- قسم المخطوطات: وفيه ما يقرب من 550 ألف مخطوطة منها ما يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي، بالإضافة إلى عدد من المخطوطات اليابانية القديمة المكتوبة على «أوراق الرز»، وعدد آخر من المخطوطات الهندية المزخرفة ومجموعات من أنفس المخطوطات الفارسية والعربية.
- قسم المطبوعات الثمينة والنادرة: ما يقرب من 300 ألف أثر محفوظ.
- قسم المطبوعات والرسومات: ما يزيد عن 1.5 مليون أثر.
- قسم الأطالس والخرائط: اكثر من 250 ألف أثر بعدة لغات أجنبية.
- قسم الكتب والمطبوعات: 16.5 مليون نسخة.
- قسم المجلات: 13 مليون نسخة.
- قسم الجرائد: 650 ألف ملف سنوي.
- قسم السلاسل المتنوعة: 1.2 مليون نسخة.
- قسم النوتات الموسيقية والتسجيلات الصوتية: 350 ألف نسخة، منها ما يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر الميلادي.
- قسم الوثائق والمستندات:3.5 ملايين نسخة
- قسم الكتب السرية والوثائق غير المنشورة: 1.2 مليون وحدة.
- قسم الميكروفيلم والأشرطة والاسطوانات: 3.5 ملايين، منها 7.722 ألف وحدة أجنبية.
- قسم المطبوعات الحربية والعسكرية: 580 ألف اثر محفوظ، منها 191 ألف أثر أجنبي.
- قسم الآداب الشرقية: 650 ألف وحدة موزعة على 160 لغة من لغات شعوب آسيا وأفريقيا ويعتبر الأثمن والأكبر في روسيا ورابطة الدول المستقلة، وهو متنوع المواضيع والعصور التاريخية، ويضم عدداً لا بأس به من المؤلفات والكتب الثمينة والنادرة.
- قسم اللغة العربية: وفيه من مؤلفات الأدباء والعلماء والفقهاء والفلاسفة العرب، ويحتوي على قرابة 19 ألف كتاب و 21 ألف جريدة ومجلة عربية.
وتستخدم المكتبة الفهرس المطبوع حيث لا يوجد في المكتبة فهرس آلي، وتشير إحصاءات المكتبة التي صدرت عام 1997 إلى أن عدد البطاقات الإجمالي في فهارس المكتبة 63.215.139 بطاقة.