الأقراص المدمجة

الأقراص المدمجة ; وليد نذير العتمة ; أخصائي مكتبات – مكتبة الملك فهد الوطنية ; ;

الصفحات: 25 - 26

 

يعتبر ظهور القرص المدمج (( ذاكرة القراءة فقط )) تقدما كبيرا في عالم الطباعة والنشر بعد اختراع آلة الطباعة، حيث يمكنه اختزان كم هائل من المعلومات والبيانات ، ولا تقتصر على النصوص فقط ، بل تشتمل على الصورة والصوت والرسوم التحليلية الدقيقة ، ويمكن نسخها بأعداد كبيرة ، وبالتالي تصبح تكلفة النسخة زهيدة جداً ، ويتميز هذا القرص بمتانته وسعته العالية وصغر حجمه وقدرته على تخزين المعلومات بأنواعها من بيانات وصور وغيرها ، وكذلك بأنه يتحلى بأن المعلومات المخزنة فيه مفهرسة ولها إحالات مرجعية بحيث يتمكن المستخدم من البحث عن معادلة محددة بسرعة وعرضها أمامه على الشاشة.

لقد ظهر القرص المدمج منذ عام 1982م وبدأ استخدامه في التطبيقات التقنية العالية في الشركات الكبرى والمكتبات الضخمة والتي تحتاج جميعها لتوزيع كميات كبيرة من المعلومات، وكانت أسعار مشغل أو سواقات القرص المدمج في البداية مرتفعة الثمن، لكنها انخفضت تدريجياً مع مرور الزمن، وأصبحت معقولة السعر في الآونة الأخيرة، مما دفع كثيراً من الشركات الصغيرة والأفراد لاستخدامه وبهذا الانتشار أصبح القرص المدمج ظاهرة عامة لا يمكن تجاهلها في مجال التقنية المدنية ويعتبر الاختيار الأول التطبيقات وسائل العرض المتعددة.

إن أحد الأسير الأساسية التي يقوم بها الحاسب الآلي هو البحث عن معلومة ما ضمن كم هائل من المعلومات، وأن تقنية القرص المدمج تستغل هذه الميزة إلى حد بعيد إذ أنها توفر موسوعة تتألف من ثلاثين مجلداً مثلاً أو دليلاً لهاتف دولة كبيرة وتجعلها في متناول يد مستخدم الحاسب الشخصي الذي يمتلك مشغل قرص مدمج ومن مميزات القرص المدمج مقدرته الفائقة على تخزين المعلومات والصور والأصوات في وقت واحد، وإمكانية التصحيح فيه أقوى وأسلوب المعالجة أكثر كفاءة وأنه يعطي صوراً أكثر وضوحاً وصفاءً على شاشة الحاسب الآلي وعدداً أكبر من القنوات الصوتية ورسومات ويتجه أكثر الناشرين نحو استخدامه كوسيلة للنشر حيث أصدروا مجموعة مرجعية وموسوعات ضخمة على أقراص مدمجة وشركات كثيرة تصدر بواسطتها برامج مفيدة، واتجهت شركات أخرى إلى استنساخ قواعد بيانات على تلك الأقراص لتباع إلى المكتبات ومراكز المعلومات وغيرها بصورة دورية تتضمن آخر التعديلات والإضافات التي أدخلت عليها من خلال اشتراكات سنوية لهذا الغرض، وهناك بعض المؤسسات التي تقدم خدمة في مجال إنتاج الأقراص المدمجة للجهات الراغبة في مثل هذه الخدمات ومن تطبيقات تقنية الأقراص المدمجة في المكتبات ومراكز المعلومات العربية بناء الفهارس المعدة آليا واستخدام المصادر وخصوصاً المرجعية منها، واستخدام الببليوجرافيا ، والكشاف ، وكذلك تنوع أشكال المعلومات المختزنة ، من نص وصورة ومخططات بيانية وغيرها ، وهذا يبشر بتطبيقات مهمة في المجالات التعليمية ، كما يمكن أن يحتوي على أية معلومات رقمية ، بما في ذلك الكلام المسجل والصورة المركبة والموسيقى ، وأن تعرض بشكل سريع ، والبحث عن ورودها في كل مرة سواء أكانت المعلومة كلمة أو عبارة ، وهناك إمكانية الربط بين المعلومات بإحالات مرجعية بشكل عام ، أو بين الرسوم والصوت ، أو ربطها بمعلومات أخرى ، ويمكن تظمين برامج تعليم ذاتية على شكل معلم خاص إلى جانب برامج مساعدة فورية هائلة تساعد جميعها المستخدم على تعليم الإمكانيات الكبيرة للقرص المدمج من خلال تطبيقاته المختلفة إن الأسباب الداعية لاستخدام تقنية القرص المدمج ذاكرة القراءة فقط ، هي أن هذه أتقنية هي عملية موفرة واقتصادية ، وتؤمن وسيلة رائعة للتخزين ، وذات قدرة عالية وثابتة المقاييس ، مع مزايا إضافة مهمة ، حيث لها إمكانية مطابقتها مع كثير من الأنظمة وأنها قليلة تكاليف الإنتاج لدى نسخ القرص المدمج ، كما أصبح القرص المدمج وسيلة توزيع البيانات على نطاق واسع وفي مختلف الأماكن ، حيث يمكن تبادل بين كافة من يمتلك أجهزة تشغيل الأقراص المدمجة ومشغلاتها   (سواقتها) متينة جداً ، ولا يتوقع أن تتلف قصيرة من الاستخدام أو أن تحذف الملفات خطأ ، أو حدث تشابك بين الملفات أو خراب في جدول وضع الملفات

على القرص، كما أن هذه الأقراص يصعب جداً دخول الفيروسات الآلية إليها كما أن فترة حياتها المتوقعة طويلة جداً، ولا يؤثر عليها الخدوش البسيطة أو وجدوا شيئ من الغبار عليها أو ملامسة الأصابع لها أو وجودها في حقل مغناطيسي لا يتسبب فارق المعلومات الموجودة عليها، كما هي الحال في الأسطوانات العادية للحاسبات الآلية، وذلك لأن الشيء الوحيد الذي يؤثر على هذا النوع من الأقراص هو ضوء أشعة الليزر.

إن اختيار أسم القرص المدمج ذاكرة القراءة فقط ( سي دي روم ) قد لا يتكون مناسباً للملمس، بعبارة (( ذاكرة القراءة فقط )) كثير إلى عدم إمكانية تسجيل أية معلومات أو بيانات، وذلك خلاف الأسطوانة المرنة، أو القرص الصلبة، أو القرص (( أو الشريط )) الممغنط، ولعل أسهل طريقة لتوضيح ماهية الأقراص المدمجة هي مقارنتها بالقرص (( الأسطوانة )) السمعية، حيث يشبه القرص المدمج الأسطوانة السمعية تماماً من حيث الشكل والحجم، كما يتم تصنيفه في العامل ذاتها وبالطريقة ذاتها، ولعل الفرق الوحيد الأساسي بينهما، هو أن الأسطوانة السمعية تقتصر على الأصوات، والقرص المدمج يحتوي على نصوص ورسوم عادية وتحليلية وصور فيديو، إضافة إلى الأصوات لقد غدت تقنية الأقراص المدمجة وسيلة، عالية مقبولة في مختلف أنحاء العالم وأصبحت تجبر العاديين فيها على متابعة أنتاجهم وتطويرهم وأسجاثم ، وذلك نظرً للرواج الرائع الذي حققته منتجاتهم خلال الحقبة القصيرة من الزمان نسبياً ، ولعل الباعث الأول والأساسي على دفع عجلة هذه التقنية هو ألكم الضخم من المعلومات والبيانات الرقمية المتوفرة في السوق العالمية والتي تتضاعف بسرعة كبيرة ، مما أدى إلى ظهور الحاجة إلى وسائط للتخزين تتلاءم مع هذه الكميات من المعلومات باءت الأقراص المدمجة المضاعفة الطاقة التخزينية المعروفة بـ دي في دي   Digital  video Disc – DVD )  ) والتي تشبه كثيراً الأقراص المدمجة العادية من حيث الشكل والحجم ، وهي أقراص من البولي كاربونات ( الكاربونات المقادة ) بقطر 12 سنتيمتر وبسمك 1.2 ملليمتر، وتزن 25.7 جرام، وحتى تزيد من كثافة البيانات المختزنة، فإن البؤر أصغر حجماً، والمسارات أقرب إلى بعضها البعض ، فهي تعتبر آخر تطور للأقراص المدمجة ، وتمتاز عن سابقتها بالسعة والسرعة والنقاء وأمان المعلومات وهي تعمل بواسطة أشعة الليزر الحمراء ذات موجات قصيرة فالقرص المدمج المرئي الرقمي ( DVD ) هو قرص بصري ذو سعة وكفاءة عالية على تخزين النصوص والجداول والرسوم والأصوات والصور ،  وهو أكثر اقتصاداً في تطبيقات تخزين ومعالجة المعلومات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى