مراكز المعلومات الدور الغائب
تعاني أغلب دول العالم النامي من تغييب لمؤسسات هامة وحيوية أصبحت ضرورة لا غنى عنها في هذا العصر الذي يشهد تغيرات ومستجدات خطيرة تفرض علينا بالضرورة ملاحظتها واحتسابها وأخذها بعين العناية والاهتمام , ولسنا هنا بصدد بحث أسباب تغييب هذه المؤسسات أو السعي لمعرفة ذلك فلذلك مجاله واختصاصه . إلا أن ما يعنينا هنا هو أن غياب مثل هذه المؤسسات يكون له آثار وانعكاسات جانبية تظل بارزة وعلامات فارقة بين مجتمعات متقدمة متحضرة بلغت شأواً في المدنية وبين مجتمعات متخلفة أو نامية تحاول وتسعى للحاق بالركب . وذلك جلي لمن يمعن النظر من العلماء والمثقفين والمهتمين .
وليس أدل على هذه المؤسسات من مراكز المعلومات التي تعد في عصرنا الراهن قواعد أساسية لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهل دورها , فالمعلومات لأي أمر من الأمور أو شأن من الشؤون أساسه وقاعدته ومنطلقه , و بدونها تكون كثير من رؤانا وقراراتنا عفوية أو ارتجالية وبنتائج سلبية غير مدروسة . و السبب في ذلك يعود في تقديري إلى غياب مثل هذه المؤسسات ( مراكز المعلومات ) عن غالب أجهزتنا الرسمية والأهلية , في حين أنها لو وجدت بأسسها الصحيحة , وفعلت بالشكل المطلوب لتغير الحال كثيرا عما هو عليه الآن .
ونحن كمتخصصين في هذا المجال ندرك أهمية هذا الدور لمراكز المعلومات ونعيه تماماً ولكنا لا زلنا نعاني من عدم إدارك لهذا الدور ولهذه الأهمية لدى كثير من مؤسساتنا الحكومية والأهلية والتي تغفل هذا الجانب ولا تعول عليه لا في إدارتها الحالية ولا برامجها المستقبلية , ومن هنا يأتي الفرق والتميز بين كثير من المجتمعات فيمن يعنى منها بهذه المراكز ويعتبرها أساسيات هامة وضرورية فيوجدها ويفعلها ويسعى إلى تنميتها وتجديدها بخطط تطويرية , وبين من يرى أنها جوانب تكميلية وفي أحيان كثيرة هامشية , وقد تكون لدى كثيرين ترف زائد لا حاجة ولا أهمية له .
فهل نعي حقاً أهمية وأثر مراكز المعلومات في حياتنا ومستقبل أيامنا ؟؟؟ ذلك ما نأمل !!! .