هل سيتحول العالم كله إلى كتب الكترونية؟

لطيفه سالم ; مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. ;

الصفحات: 45 - 45

 

قبل عقد من الزمن تكهن عدد من الناشرين بأن الكتاب سيصبح شيئا من الماضي , وأننا سنقرأ نصوص الكتب عبر شاشات خاصة محمولة يدويا..

وتبين أن ذلك مجرد أحلام , فالكتاب لا يزال معنا والناشرون يتحدثون عن كلفة طباعة الكتب ثم السيطرة على المخزون , وقد اشتكى الناس من صعوبة الإطلاع على الكتاب الإليكتروني وثقل وزنه وخاصة يستهلك كميات كبيره من البطاريات وانه يصعب حمله لفترة طويلة لأنه يسخن..

 

يقول هيوروبنسون , مسئول الوسائط الرقمية : اعتمدنا على قوة الكتاب كوسيلة للمعرفة , فزود روبنسون وفريقه الكتاب الإليكتروني بكمبيوتر صغير وسريع يقوم بقلب الصفحات , وتعمل تقنية التصفح عبر تحريك الإصبع على احد أشرطة الكتاب الإليكتروني , مع إمكانية التكبير ويمكن استخدام طريقة العرض هذه أيضاً لقراءة الصحف .

وقال مسئول عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: العالم في زمن العولمة ضئيل جدا , ونحن كمسئولين أدركنا منذ سنوات أن المستقبل للكتاب الإليكتروني , وأقمنا منذ أكثر من ثماني سنوات معرضا للكتاب الإليكتروني , وكنا أول دائرة في المملكة وفي الشرق الوسط بأكمله تقيم معرضا للكتاب الإليكتروني ..

ويرى محمد العازمي مدير العلاقات العامة والإعلام التربوي بكلية المعلمين أن حجم المبيعات للكتب الإلكترونية في معرض الكتاب اكبر من مبيعات الكتاب الورقي المطبوع وقد استحوذت على نصف أجنحة المعرض.

وآخرون يعتقدون أنها لن تستطيع هزم الكتاب الورقي بسهوله .

وفي آخر إحصائية عن الكتاب الرقمي في فرنسا , إذ زادت مبيعات الكتب الإليكترونية 87% بين العامين 2007 و 2008  .. وفقآ لتقرير صادر عن IPDF  التي تعتبر مرجعا دوليا في ميدان النشر الرقمي .

وقدمت سوني نسختها الجديدة من ” قارئ الكتاب الإليكتروني الذي أطلقت عليه اسم  Reader Sony  هذا ما قدمته سوني بعد 10 سنوات من الأبحاث، والذي يعتبر أوتحول في أسلوب الكتب من الكتاب الذي طبعه غوتينبيرغ في القرن الخامس عشر..

وإذا ما قسنا على نجاح ” كندل” القارئ الإليكتروني للكتب الرقمية الذي سوقه شركة ” أمازون في عام 2007 نفذ من الأسواق بعد ساعات قليله من عرضه , فليس من المستحيل أن يحقق ” قارئ” سوني الجديد إقلاعا تجاريا ممتازا.

لكن من سوء الحظ فإن جميع هذه المنتجات مصيرها للفشل بغض النظر عن عيوبه من صعوبة التصفح وعدم إمكانية البحث أو كتابة الملاحظات والمشكلة الأساسية التي تواجهه هي أن شاشته كشاشة الكمبيوتر تسبب إجهاد العين.

وقلة العرض في الوقت الحاضر جعلت الكتاب الإليكتروني لا يشكل خطراً داهماً على الكتاب الورقي، غير إن مسألة حقوق المؤلف تثير قلق العديد من الكتاب والناشرين الذين يخشون أن يلحقهم الضرر الذي أصاب قطاع الاسطوانات منذ أن انتشرت تقنية التنزيل عن بعد..

وللحصول على المزيد من الكتب , يمكنك الذهاب إلى موقع المكتبة المجانية Gutenberg Project  فيGutenberg.Org.com  الذي يحتوي على نسخ إلكترونية لما يقارب 19 ألف كتاب…

كما يمكنك الذهاب إلى موقع E Book.Connect.com  التابع لسوني الذي يضم مجموعه من الكتب , تقول الشركة انه يحتوي على أكثر من 10 الآف كتاب..

وارى أن الحماس موجود بالفعل على الأقل عند المولعين بالتكنولوجيات الحديثة في حين موقف الشباب يتسم بالتردد بسبب السعر المرتفع للقارئ الرقمي مقارنه بآيبود

ولذلك أخفقت الكثير من التوقعات حول المستقبل نظرا إلى أن أصحاب الرؤى المستقبلية يميلون إلى زيادة التأكيد على الممكن بدلا من المفضل،  وهم يعطون وزنا اكبر على التقنية وليس على الطبيعة البشرية بما يكفي.

 

توقعات وإخفاقات في يوم مضى وانقضى في عصر الخمسينات , توقع “المستقبليون أن طعامنا في القرن الواحد العشرين سيكون مؤلفاً من نشارة الخشب , وسوف تسير السيارات بالطاقة النووية, وسيصبح كل شي في المنزل مقاوما للماء..

لقد آ منوا بذلك وصدقوه , وكانوا على حق , لان التقنية قادرة على صنع كل هذا , لكن ثلة من الناس توقفت لتفكر: هل يرغب الناس فعلا في جعل نشارة الخشب قوتا لهم ؟ وهل يرغبون في الإصابة بالغبار النووي والتلوث الإشعاعي ؟ وهل يرغب الناس فعلا في الجلوس على مقاعد من البلاستيك واستخدام أثاث منه ؟ وهل .

الجواب قطعا لا.

وهذا هو السبب البسيط الذي لا يجعل الكتب الإلكترونية تقترب حتى من إمكانية حلولها محل الكتب الورقية .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى