البوابات واستخدامها في المنظمات والمؤسسات المعاصرة

محمد بن صالح الطيار ; معيد بقسم دراسات المعلومات، جامعة الإمام ; Mohd189@hotmail.com ; ;   ;

الصفحات: 28 - 35

 

مقدمة:

يتسم عالمنا اليوم بالتغير السريع والملحوظ كماً وكيفاً، وذلك من خلال الاعتماد المتزايد على تقنية الاتصالات والمعلومات والتي أصابت جميع جوانب الحياة الشخصية والعملية، حيث أثرت هذه التقنية على عالم العمل بقوة، مما جعل المنظمات تتنافس وتتسابق في تبني واستخدام تقنيات ونظم معلومات معاصرة تضيف إلى العمل وتطويره وتزيد في الإنتاجيه والجودة، وتربط بين العاملين والمستفيدين بطرق عصرية منظمة، وتوفر اتاحة فورية للبيانات والمعلومات في وقت أصبح الجميع يطلق عليه مجتمع المعلومات والمعرفة. إحدى الظواهر التقنية والحديثة نسبياً والتي بدأت في أخذ مكانها بشكل قوي في المنظمات والمؤسسات المعاصرة ما يعرف بالبوابات ، أو بوابات المنظمات Enterprise Portals أو Corporate Portals ، حيث تقدر بعض المصادر أن مجموع الفرص الاستثمارية لسوق البوابات وصل إلى 1.4 بليون دولار أمريكي في نهاية عام 2008 ( Mosher2008) ويتوقع البعض أنه وبحلول عام 2012 قد يصل حجم السوق الى 9.9 بليون دولار أمريكي Morgan)  2006) .

تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على البوابات واستخدامها في المنظمات والمؤسسات المعاصرة بشكل عام سواء كانت منظمات حكومية أو خاصة ، مؤسسات تعليمية ، طبية ، إعلامية ، اقتصادية ، خدمية ، مكتبات ومراكز معلومات وغير ذلك. حيث تبدء الورقة بتعريف البوابات ومفهومها، ثم تسلط الضوء على تاريخ البوابات وتطورها. بعد ذلك تناقش الورقة التطبيقات والخدمات والفوائد التي تقدمها البوابات للمنظمات. بعد ذلك يكون الحديث عن عوامل نجاح البوابات في المنظمات، ثم مستقبل البوابات في المنظمات، وبعدها تختم الورقة بملخص عن ما تم نقاشه.

 

مفهوم وتعريف البوابات:

قبل الحديث عن مفهوم البوابات وتعريفها تجب الاشارة إلى أن الأدبيات المنشورة باللغة الإنجليزية حول البوابات تقدم تعريفات كثيرة ومتنوعة ومن وجهات نظر مختلفة لا يتسع المجال لذكرها واستعراضها وتحليلها. لكن ما يلاحظ على هذه التعاريف هو أنه لا يوجد تعريف متفق عليه يبين ماذا يقصد بالبوابة، حيث هناك جدل واسع حول هذا الموضوع. هذا بدوره يعطي مجالاً للمساهمة والإضافة على هذا المفهوم، وهي دعوة للمتخصصين العرب للمساهمة والإضافة إلى هذه المفاهيم والمصطلحات. قبل الشروع في تقديم بعض التعريفات لمفهوم البوابات ، أرى أنه ومن الضروري البداية ببعض التعريفات لمفهوم البوابة والتي ذكرت في بعض الأعمال المرجعية مثل القواميس والموسوعات. يعرف قاموس لونج مان(2003) The Longman  للمصطلحات الإنجليزية المعاصرة البوابة على أنها “موقع يساعدك على الوصول إلى مواقع أخرى”. يلاحظ على هذا التعريف أن البوابة عبارة عن وسيلة أو قناة للوصول إلى أشياء أخرى. كما يقدم القاموس التقني المباشر (2008) Online Tech Terms Dictionary تعريفين للبوابة: 1- بوابة الويب أو البوابة العامة هي عبارة عن موقع أو خدمة والتي تقدم مجموعة من المصادر والخدمات مثل البريد الإلكتروني ، المنتديات ، محركات البحث، التسوق الإلكتروني وغير ذلك. 2- بوابة المنظمة هي عبارة عن واجهه قائمة على نظام الويب لمستخدمي المنظمات أو المؤسسات، حيث تقدم وصول وإتاحة إلى معلومات المنظمة والتطبيقات بما فيها قواعد البيانات، تطبيقات الويب ونظم المعلومات الأخرى. يلاحظ على هذه التعريفات العمومية وعدم التخصيص، مقارنة مع ما سوف يتم ذكره تالياً فيما يتعلق بمفهوم البوابات وتعريفها من وجهه نظر بعض المتخصصين والباحثين.

أما مفهوم البوابات في علوم الحاسب والمعلومات فهذا نقاش طويل وجدل قائم بين المتخصصين. لكن عادة لاتخرج هذه التعاريف عن بعدين: البعد التقنيTechnical Demission  والبعد الوظيفي Functional Demission . مثلاً يعرف سميث (Smith 2004) البوابة على أنها “تقنية تقدم الوصول إلى محتوى معلوماتي بشكل آمن ، حيث يتصف هذا الوصول بالتخصيص والشخصنة للمعلومات والمحتوى (customization and personalization) من مصادر وأنظمة عديده ومتنوعة وبأشكال مختلفة عند الحاجة “. أيضاً يقدم دتلور (Detlor 2000 ( تعريف بوابة المنظمة corporate portal على أنها واجهه إلكترونية قائمة على نظام الويب والتي يمكن إستخدامها في المنظمات لتعزيز جمع المعلومات واقتسامها وبثها على نطاق مؤسسي كامل”. وأخيراً يقدم شايلكس و تايل مان (Shilakes and Tylman1998)  تعريف آخر لبوابة المنظمة على أنها تطبيقات متنوعة والتي تمكن المنظمات والمؤسسات من إتاحة المعلومات داخلياً وخارجياً، حيث تزود المستفيدين (المستخدمين) ببوابة عبور ووصول للمعلومات اللازمة لصنع وإتخاذ القرارات”.

 

يستنتج من هذه التعاريف ما يلي:

  • من أهم خصائص البوابة ما يعرف بـ الشخصنة للمعلومات والمحتوى Personalization  وما يعرف بـ التخصيص Customization. يقصد بشخصنة المعلومات كما يصفها انيجا وروان وبروكسي (2000 Aneja, Rowan and Brooksy) هو توفير وتوصيل محتوى مناسب للمستخدم (شخص ما) أو مجموعة أشخاص، بحيث يتناسب هذا المحتوى مع طبيعة أدوارهم في المنظمة أو المؤسسة وخصائصهم المفضلة والتي تم تحديدها مسبقاً أو ما يعرف بـ  سمات المستفيد أو المستخدم  Personal or User Profiles.

أما مفهوم التخصيص Customization فيقصد به في مجال تبني النظم والبرمجيات هو تعديل خصائص المنتج أو النظام بحيث ينتج عن هذا التعديل موافقة المنتج أو النظام لمتطلبات المستخدم أو المستفيد سواء كانوا أشخاص أو منظمات. (2004Nordheim, Paivarinta  (. تقدم البوابات سهولة عالية للمستخدم و إمكانيات تخصيص customization لشكل البوابة ومحتواها بما يتلائم مع حاجة والخصائص المفضلة للمستفيد.

يمكن توضيح هذين المفهومين من خلال السيناريو التالي:

مكتبة جامعية لديها بوابة فرعية من بوابة الجامعة الرئيسية، حيث تقدم هذه البوابة الوصول لمحتوى معلوماتي متنوع وتقدم خدمات معلوماتية متنوعة ومتعددة. وكما نعلم فالمجتمع الأكاديمي يتكون من الأساتذة، الموظفين (العاملين) والطلبة. كل نوع من هذه الفئات يحتاج ويطلب محتوى ومعلومات وخدمات تختلف عن غيره، حيث يتم تحديد نوعية المحتوى، المعلومات والخدمات المقدمة حسب الدور لهذا المستفيد أو العميل. فمثلاً حاجات الإستاذ الجامعي تختلف عن حاجات طالب أو طالبة الدكتوراه والذي تختلف حاجاتهم عن طالب وطالبة البكالوريوس، كما أن العاملين في الجامعة لديهم حاجات أخرى. وخذ على ذلك أمثلة كثيرة ومتعددة. هذا الاختلاف في الدور يفرض تقديم محتوى وخدمات ومعلومات مختلفة كلاً حسب دوره. عندما يقوم الشخص بتسجيل الدخول إلى البوابة من خلال إسم المستخدم وكلمة المرور، من المفترض أن تتعرف البوابة عليه وتحييه برسالة ترحيبيه ومن ثم تقوم بتوفير محتوى ومعلومات تتناسب مع دوره في الجامعة. هذا ما يعرف بـ درجة الإتاحة أو الوصول Access Level في شخصنة المعلومات. أما التخصيص  Customization فتقدم البوابة لمستخدميها سهولة عالية و إمكانيات تخصيص لشكل البوابة ومحتواها بما يتلائم مع الحاجة والخصائص المفضلة للمستفيد. مثلاً يستطيع المستخدم تغير شكل الصفحة وألونها وترتيب المحتوى والمعلومات وطريقه عرضها حسب رغبته وما يتوافق مع احتياجاته.

 

الأشكال التالية توضح التخصيص في أنظمة البوابات. فنظراً لعدم توفر الوصول إلى بوابة منظمة أو مؤسسة ، فقد تم الاستعانة ببوابة ياهو MyYahoo ، علماً بأن الفكرة واحدة ، فالفرق فقط هو أن ياهو بوابة عامة وبوابة المنظمة بوابة خاصة.

 

شكل 1: مثال على تخصيص البوابة  (Yahoo 2008)

مثال على التخصيص  في بوابة ياهو:

 – اضافة محتوى

– تغيير مظهر البوابة

– خيارات اضاقية

 

 

 

محتوى البوابة والذي يتم تخصيصه حسب حاجة المستخدم

 

 

شكل 2: مثال على تغيير التخصيص ومحتوى البوابة (Yahoo 2008)

 

مثال على تخصيص بوابة ياهو من حيث المحتوى. لاحظ/لاحظي الفرق بين المحتوى في هذا الشكل والشكل السابق من حيث الترتيب واختيار وتغيير المحتوى المطلوب.

 

 

 

  • من أهم وظائف البوابات في المنظمات ما يعرف بـ تضمين نظم المعلومات Information Systems Integration وتوفير نقطة وصول واتاحة واحده للمستفيد لقواعد بيانات ومعلومات متنوعة ومتعددة من خلال حساب موحد أو ما يعرف بـ Single Sign On. في السابق، وأيضاً لازالت ظاهرة موجودة في بعض المنظمات هو أن المستخدمين عليهم إستخدام عده أسماء مستخدمين وكلمات مرور للدخول إلى أنظمة متنوعة. على سبيل المثال استاذ جامعي يعمل في الجامعة قد يكون لديه إسم مستخدم وكلمة مرور للبريد الإلكتروني، وآخر للدخول إلى نظام الموظفين لطلب اجازة، وحساب آخر للدخول إلى حسابه الخاص في مكتبة الجامعة، وحساب آخر للدخول إلى قواعد البيانات والمعلومات الخارجية، وحساب آخر للدخول إلى نظام التعليم الإلكتروني … الخ. أضف إلى ذلك أن هذا الاستاذ الجامعي سوف يضطر إلى التعامل مع هذه الأنظمة من خلال واجهات متنوعة ومتعددة Interfaces وهذه طريقة بدأت لا تلقى رواجاً في تصميم واجهات نظم المعلومات في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسب أو ما يعرف بـ Human-Computer Interaction. ما يميز البوابات هو توفير نقطة وصول واتاحة لخدمات وأنظمة معلومات متنوعة ومتعددة داخل المنظمة أو خارجها من خلال إسم مستخدم وكلمة مرور واحدة. حينما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول يفترض على البوابة أن تتعرف عليه وعلى دوره ومن ثم تقوم بتقديمه إلى نظم المعلومات الأخرى، بحيث لا يتحاج إلى تسجيل دخول آخر.

تاريخ وتطور البوابات:

لفهم البوابات وطبيعتها، من الأفضل تتبع تطورها تاريخياً. أولاً، من المتعارف عليه بين المتخصصين أن البوابات قائمة على ما يسمى بنظم معلومات الويب Web-Based-Information Systems ، وهذا يعني أنها إحدى ظواهر وتطبيقات الانترنت والويب. ثانياً، يرجع معظم المتخصصين والمهتمين في هذا الموضوع ومنهم تات نال Tatnall) 2005( إلى أن بدايات البوابات ترجع إلى بداية محركات البحث على الانترنت مثل ياهو Yahoo ، Excite ، و Lycos حيث تعد هذه المحركات الجيل الأول من البوابات. تطور هذا الجيل من مجرد تقديم خدمة البحث إلى تقديم خدمات إضافية مثل البريد الإلكتروني، الأخبار، خدمات تسوق وغير ذلك. ومع تعقد حاجات المستفيدين والمستخدمين وتنوعها وتعدد اشكالها ومع عدم كفاية محركات البحث نسبياً في الإجابة على بعض الإستفسارات وتلبية الحاجات المعلوماتية، ظهرت بعد ذلك الأدلة الموضوعية  Subject Directoriesكوسائل لتنظيم واتاحة المعلومات على الانترنت، وبدأت البوابات العامة بالظهور والانتشار على الشبكة في التسعينات. أما من الجانب المؤسسي والمنظمي، فقد اعتادت المنظمات في السابق على معالجة البيانات والمعلومات تنظيماً وخزناً واسترجاعاً على إستخدام أنظمة يدوية تقليدية، إلا أنها تحولت إلى الأنظمة الآلية مع تطور الحاسبات ونظم الاتصالات وخصوصاً خلال فترة السبعينات والثمانينات. وزاد توجه المنظمات إلى الأنظمة الإلكترونية والرقمية مطلع التسعينات الميلادية والذي شهد تطورات كبيرة وجذرية في تقنية الاتصال والمعلومات والتي لم يسبق لها مثيل، وصولاً إلى الألفية الجديدة. يشير دايس (Dias 2001) إلى أن التطور التقني السريع والمصاحب لثورة المعلومات وكثرتها وتنوعها (الانفجار المعلوماتي) وضع المنظمات أمام حالة زيادة في حجم المعلومات كماً وكيفاً عن الحد المطلوب أو مايعرف بـ Information Overload مما حدا بالمنظمات إلى تطبيق إدارة المعرفة والمعلومات للتعامل مع ما يوصف بـ فوضى المعلومات Information chaos في العالم الرقمي. بعد ذلك أدركت المنظمات وكما يقول ايدر وايج بارياStenmark) (2001 Eder and Igbaria)   (2004 أنه بإمكانها إستخدام تقنية الانترنت والويب لبناء شبكة خاصة داخلية شبيهة للانترنت أو ما يعرف بالانترانت Intranet والاكسترانتExtranet ، والتي عادة ما تكون موجهه للعاملين في المنظمة وعملائهم. ومما تجب الإشارة اليه أنه ومنذ بداية وتطور الانترنت وتقنيات الويب، بدأت مصطلحات ومفاهيم جديدة بالظهور في السوق التقني وفي مجال الدراسات والأبحاث، وهذا جعل من الصعوبة بمكان تعريف حدود كل مصطلح وماذا يعني. على سبيل المثال يعتقد بعض الباحثين أن تطور الانترانت والاكسترانت داخل المنظمات يرجع إلى تطور مواقع تلك المنظمات على شكبة الانترنت والحاجة إلى بناء ويب داخلي. أضف الى ذلك يرى فستس    Fustes 2005)) و جو و سيلف اندي (Gu and Salvendy  2002)  أن ظهور البوابات في المنظمات يمكن إرجاعه إلى تطور الانترانت Intranet الداخلية الخاصة بالمنظمة، حيث ومع توجه المؤسسات والمنظمات إلى بناء شبكات داخلية من الانترانت زاد حجم المعلومات المتاحة على هذه الشبكات مما أدى إلى تشتت  المعلومات وتفرقها، والذي يوجب توفير قناة لتسهيل الوصول إلى محتوى هذه الشكبات.

 

التطبيقات والخدمات التي تقدمها البوابات للمنظمات:

يذكر كوتوروف و هس (Kotorov  and Hus 2001) أن تبني وإستخدام المنظمات لتكنولوجيا جديدة يمكن النظر إليه على أنه يضيف قيمة جديدة وتغيير وتطوير إيجابي في بيئة العمل.

كما يشير دتلورDetlor)  (2000 أنه وبعد نجاح البوابات العامة مثل ياهوYahoo  وليكوس Lycos وتقبلها من قبل مستخدمي الشبكة، اتجهت المنظمات إلى تبني وإستخدام البوابات على نطاق منظمي أو مؤسسي، حيث تقدم فكرة مشابهة لبوابات الاتنرنت لموظفيها وعملائها. تقدم البوابات تطبيقات وخدمات متنوعة ومفيدة للمنظمات والمؤسسات. هذه التطبيقات والخدمات والفوائد تم توثيقها في عدة أبحاث ودراسات. فمثلاً يذكر فرانكلين (Franklin (2004 أن من أهم فوائد وعوائد البوابات للمنظمات تتمثل في خفض التكلفة المادية والبشرية، تطوير العمل، تحسين وتطوير العلاقة مع المستفيدين (المستخدمين) إرتفاع عائد الاستثمار وتضمين نظم المعلومات أو ما يعرف بـ  Systems Integration وتقديم خدمات متنوعة ومتميزة من حيث المحتوى والجودة.

يمكن النظر إلى البوابات على أنها عبارة عن أنظمة او قنوات توفر اتاحة ووصول للمعلومات، كما يمكن استخدامها على أنها نظم لاسترجاع البيانات والمعلومات، أيضا كوسيلة للعمل الجماعي وتطوير الاتصال والتعاون بين العاملين في المنظمة وجمهور المستفيدين أو المستخدمين.

في نفس الوقت، يذكر دايس (Dias 2001) أن للبوابة دوراً كبيراً في مساعدة المنظمة أو المؤسسة في تحقيق ما يعرف بـ الميزة التنافسية Competitive advantage بين منظمات ومؤسسات أخرى، وذلك من خلال اتاحة مصادر البيانات والمعلومات والمعرفة  Intellectual Resourcesالخاصة بالمنظمة في مكان واحد ومتاح للجميع لدعم واتخاذ القرارات أياً كان نوعها. أيضاً يمكن توظيف إمكانات وقدرات البوابات في نشر المعرفة وتحويلها داخل المنظمة من خلال المشاركة في المعرفة أو اقتسام المعرفة أو ما يعرف بـ Knowledge Sharing، وذلك باستخدام تقنيات وأساليب متعددة مثل تلك المستخدمة في الويب .02 أو ما يعرف بـWeb 2.0 . في الآونه الأخيرة هناك حديث عن مصطلح جديد يطلق عليه المنظمة أو المؤسسة .02    أو ما يعرف بـ Enterprise 2.0 وهو استخدام تقنيات الويب 2.0 في عمل المنظمات والمؤسسات لإدارة المعلومات والمعرفة، مثل الويكيز Wikis، المدونات Blogs ، الشبكات الاجتماعيةSocial networks ، التصنيف الشخصي والاجتماعي Social bookmarking or tagging and folksonomies ، خلاصات المعلومات RSS وغيرها من التطبيقات والتقنيات. أضف إلى ذلك، تلعب البوابات دوراً مهماً في تنظيم واتاحة المحتوى الخارجي External Content  وخصوصاً المحتوى المتوفر في الأنظمة المفتوحة مثل الانترنت وتوصل هذا المحتوى للعاملين والمستفيدين بطرق متطورة ومنظمة وسريعة. أيضاً مع توجه المنظمات لتطبيق مبادى إدارة المعرفة Knowledge Management تعلب البوابات دوراً مهماً في هذا التوجه. يمكن ذلك من خلال الافادة من تقنيات البوابات في الحصول على المعلومات والمعرفة وتقييمها وتنظيمها وخزنها واسترجاعها واتاحتها وبثها للمستفيد النهائي. هذه اشارة مختصرة وموجزة لأهم الفوائد والخدمات التي يمكن أن تقدمها البوابات للمنظمات وهي على سبيل المثال لا الحصر.

 

عوامل نجح وفشل البوابات في المنظمات:

نجاح وفشل أنظمة المعلومات واستخدامها داخل المنظمات تم التطرق إليه بدراسات كثيرة ومتنوعة في الدول الغربية. حيث تظهر الأدبيات المنشورة من دراسات وأبحاث في علوم الحاسب والمعلومات إلى أن نجاح وفشل أي تقنية أو نظام معلومات في المنظمات يرجع لعده اعتبارات من أهمها: أسباب تقنية ، بشرية ، إدارية ، إجرائية وقانوية، ثقافة المنظمات وغير ذلك. يمكن القول أنه يمكن النظر إلى البوابات على أنها تقنية واعدة تقدم الكثير والكثير للمنظمات والمؤسسات في حال تم تبنيها وتوظيفها بالطريق والمنهج الصحيح. ولضمان ذلك يجب مراعاة ما يلي:

  1. يجب أن ترتبط سياسة البوابة واستراتيجيتها بالسياسة العامة والرؤية الاستراتيجية للمنظمة أو المؤسسة، حيث للبوابة دور كبير في تحقيق أهداف المنظمة.
  2. الدعم الإداري من الإدارة العليا ، حيث يفضل أن يكون هذا الدعم من المسؤول الأول في المنظمة وتوفير الدعم المادي والمعنوي للقائمين على مشروع البوابة.
  3. وجود بنية تحتية تقنية مناسبة قبل وأثناء وبعد تنبي وتقديم البوابة في المنظمة.
  4. يجب الأخذ بعين الاعتبار متطلبات وحاجات المستخدم النهائي والمستفيد من البوابة. يمكن التعرف على هذه الاحتياجات من خلال عمل المسوح الميدانية وتجميع البيانات من خلال استبانات ومقابلات.
  5. تدريب الموظفين والعاملين والمستفيدين في المنظمات يعتبر عامل مهم لنجاح البوابة. يجب على المنظمة أو المؤسسة أن تنظم بعض الدورات والبرامج التدريبية وورش العمل لتقديم البوابة للمستخدمين والمستفيدين، وطباعة الأدلة الارشادية وبعض المواد التدريبية.
  6. التعاون والتنسيق بين إدارة البوابة والقائمين عليها مع الإدرات والأقسام الأخرى داخل المنظمة ، حيث يعتبر من أهم هذه العوامل. طبيعة البوابة في المنظمات هي أنها تبنى على التعاون بين الجميع واتاحة البيانات والمعلومات دون أي تحفظات أو قيود، طبعاً هذا يجب أن يخضع لسياسة معينة تحدد فيها الأولويات ومن يحق له الاطلاع على المعلومات.
  7. التغيير الاداري والثقافي داخل المنظمة. أي نظام جديد يتم تبنيه واستخدامه في المنظمات عادة ما يواجه بنوع من ردة فعل من قبل العاملين بعدم القبول نظراً لحداثة هذا النظام والحاجة إلى استيعابه والذي قد يأخذ وقت طويل. تغيير الأفكار والقناعات بأسلوب ومنهج مدورس يسهل الكثير ويلعب دوراً كبيراً في التسويق للبوابة.

 

مستقبل البوابات في المنظمات:

يتفق الكثير من المتخصصين والباحثين ومصممي البوابات أن البوابات تقنية واعدة وسوف تقدم الكثير والكثير لعمل المنظمات. أيضاً بدأت المنظمات وسوف تتجه أكثر إلى تبني واستخدام مثل هذه الحلول التقنية الواعدة لتطبيقها في العمل المنظمي والمؤسسي، حيث يتوقع البعض أنه وبنهاية عام 2012 قد يصل حجم السوق إلى 9.9 بليون دولار أمريكي (Morgan 2006). هذا يعطي مؤشراً واضحاً إلى توجه قوي للمنظمات والمؤسسات للاستثمار في هذه التقنية. أضف إلى ذلك أنه وباستمرار التطور التقني السريع والمصاحب لثورة المعلومات وكثرتها وتنوعها (الانفجار المعلوماتي) والذي وضع المنظمات أمام حالة زيادة في حجم المعلومات كماً وكيفاً عن الحد المطلوب أو مايعرف Information Overload مما حدا بالمنظمات إلى تطبيق إدارة المعرفة والمعلومات للتعامل مع ما يوصف بـ فوضى المعلومات Information chaos في العالم الرقمي وذلك من خلال استخدام بعض الحلول التقنية مثل البوابات ونظم إدارة المحتوى. أيضاً من خصائص وسمات البوابات هي أنها تقنية وأنظمة مناسبة لجميع المنظمات والمؤسسات أياً كان حجمها ومجال علمها، وهذا بدوره يعتبر من أهم الحوافز التي تدعي المنظمات إلى تنبي واستخدام مثل هذه الحلول. وأخيراً فقد قطعت الدول الغربية وخصوصاً في اوربا وامريكا شوطاً كبيراً في هذا المجال والتوجه أقوى وفي ازدياد إلى تنبي واستخدام البوابات بمهنية واحترافية، مما يجعل الشخص يتساءل عن الوضع في المنظمات والمؤسسات العربية ونظرتها تجاه البوابات ونقلها من الجانب النظري الى الجانب التطبيقي.

 

 خاتمة:

الحديث عن موضوع البوابات مجال واسع وكبير ويصعب جمع شتاته في عده صفحات. كان الهدف من هذه الورقة هو تسليط الضوء على ظاهرة حديثة نسبياً بدأت تستخدم في المنظمات والمؤسسات وهي البوابات. تناولت الورقة مفهوم البوابات وتعريفها، حيث نؤكد أنه لايوجد تعريف متفق عليه بين المتخصصين لمفهوم البوابة. كما استعرضت هذه الورقة تاريخ البوابات، حيث اتضح أن بداية البوابات ترجع إلى ظهور محركات البحث على الانترنت. بعد ذلك تناول الكاتب أهم التطبيقات والخدمات والفوائد التي يمكن أن تقدمها البوابات للمنظمات مثل خفض التكلفة المادية والبشرية، تطوير العمل، تحسين وتطوير العلاقة مع المستفيدين (المستخدمين)، ارتفاع عائد الاستثمار وتضمين نظم المعلومات وتقديم خدمات متنوعة ومتميزة من حيث المحتوى والجودة. ثم تناولت الورقة عوامل نجاح البوابات، وختمت بمستقبل البوابات في المنظمات والمؤسسات.

 

 

 

المصادر والمراجع

Aneja, A., Rowan, C & Brooksby, B., 2000.Corporate portal framework for transforming content chaos on intranets. Intel Technology Journal, 11( Q1).

Detlor, B., 2000. The corporate portal as information infrastructure: towards a framework of portal design. International Journal of Information Management. (20), pp.91-101.

Dias, C., 2001. Corporate portals: a literature review of a new concept

in Information Management. International Journal of Information Management, 21.

Eder, L & Igbaria, M., 2001. Determinants of Intranet diffusion and infusion. The International Journal of Management Science, 29. pp. 233–242.

Franklin, T., 2004. Portals in higher education: concepts and models.

<www.obhe.ac.uk/products/reports/publicaccesspdf/February2004.pdf>

[accessed 14.11.08].

Fustes, M., 2005. The portal promise.

<http://www.eimagazine.com/xq/asp/sid.0/articleid.52A5EB1D-AEAC-4C65-A8BB-5BC7EC2078AC/qx/display.htm>, [accessed 25.11.08].

Gu, Y & Salvendy, G., 2002. A metadata filter for intranet portal organisational memory information systems. International Journal of Human-Computer Studies. 56, 525-537.

Kotorov, R & Hs, E., 2001. A model for enterprise portal management. Journal of Knowledge Management,  5 (1).  pp 86-93

The Longman: Dictionary of Contemporary English, 2003. Essex: Pearson Education.

Morgan, T., 2006. Enterprise portal market expected to grow immensely

<http://www.itjungle.com/tfh/tfh090506-story09.html>, [accessed 05.12.08].

Mosher, B., 2008. IBM: enterprise portal market to break US$ 1.4 Bil in 2008.

<http://www.cmswire.com/cms/enterprise-20/ibm-enterprise-portal-market-to-break-us-14-bil-in-2008-002918.php>, [accessed 05.12.08].

Nordheim, S & Paivarinta, T., 2004. Customization of enterprise content management systems: an exploratory case study. Proceedings of the 37th Hawaii International Conference on System Sciences.

The Online Tech Terms Dictionary 2008

<http://www.webopedia.com/TERM/p/portal.html>, [accessed 10.12.2008].

Shilakes, C & Tylman, J., 1998. Enterprise information portals. Merrill Lynch Inc: New York.

Smith, M., 2004. Portals: toward an application framework for interoperability. Communication of the ACM. 47, (10). 93-97.

Stenmark, D., 2004. Intranets and organisational culture. Proceedings of  IRIS-27, Falkenberg, Sweden.

Tatnall, A., 2005. Web portals: the new gateways to internet information and services. Hershey: Idea Group Publishing.

Yahoo, 2008.  <http://uk.my.yahoo.com>

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى