التعليم أم التعلم الإلكتروني …..!

د. عثمان محمد المنيع ; مشرف عام التعليم الالكتروني ; بوزارة التربية والتعليم ;

الصفحات: 36 - 36

 

تمتليء المكتبات في الوقت الحاضر بالكتب والدراسات والمؤتمرات والندوات عن التعليم أو التعلم الإلكتروني ، وهذا أمر مطلوب لمسايرة متغيرات العصر ومتطلباته وتوجه الدول نحو تطوير أنظمتها التعليمية ، ولكن الملفت للنظر في هذه الأدبيات أنها تعنون بالتعليم الإلكتروني تارة والتعلم الإلكتروني تارة أخرى.

والمتصفح لهذه الأدبيات يلحظ تداخل مصطلح التعليم الإلكتروني مع التعلم الإلكتروني فيكون عنوان الدراسة باسم التعليم الإلكتروني وبالداخل يكتب أحياناً التعلم الإلكتروني. و يدل ذلك على أن كثيراً من الكتاب والمؤلفين والدارسين لا يفرقون بين مصطلح التعليم الإلكتروني والتعلم والإلكتروني حيث يعتقد معظمهم بأن الاختلاف فلسفي ولا يمتد إلى المضمون.

ويشير بعض المتخصصين في هذا المجال أن التعلم الإلكتروني هو المصطلح المناسب بسبب أن  المتعلم يستخدم وسائط إلكترونية مما يعني أنه يدير تعليمه بنفسه حيث أن الفرق بين التعليم والتعلم هو أن الأخير مجهود شخصي ونشاط ذاتي يصدر من المتعلم نفسه في حين أن التعليم مجهود بمساعدة شخص آخر.

من وجهة نظري الشخصية أرى أن التعليم الإلكتروني هو المصطلح الأنسب للكثير من البحوث والدراسات المعروضة في تلك الأدبيات التربوية  لعدة اعتبارات هي:

  • أن التعلم الإلكتروني ينحصر في النشاط التعليمي المرتبط بموضوعات الدروس و طرق التدريس في حين أن التعليم الإلكتروني منظومة متكاملة تشمل جوانب تعليمية وتربوية و إدارية و مالية و اجتماعية مثل الإعمال الإدارة للمدرسة و العلاقات بين المدرسة والأسرة.
  • أن التعليم الإلكتروني في معظم حالاته يتطلب و جود النظام التعليم التقليدي مثل حضور المتعلم للمقر التعليمي لإجراءات القبول والتسجيل ، و أساليب التقويم ، و لقاءات .تعليمية وتربوية بين الطالب و الأستاذ.
  • التطبيقات الحالية للتعليم الإلكتروني تتم في المدارس والجامعات القائمة مما يعني أنه نظام تعليمي مساند أو معاون للنظام التقليدي، فالمعلمين والأساتذة هم من يشرف على المتعلمين في التعليم الإلكتروني.
  • أن نظام التعليم الإلكتروني يتطلب الدعم الفني على مدار الساعة القائم على العنصر البشري الذي يتدخل في نشاط المتعلم ومساعدته عند مواجهة أي مشكلة ،وفي الجانب الأخر يوجد معلمين ومشرفين متخصصين لمساعدة المتعلم عند حاجته للمساعدة التعليمية .

و تجدر الإشارة بأن هذا الرأي لا يلغي مفهوم التعلم الإلكتروني فهو موجود و لتوضيح مفهوم التعلم الإلكتروني نسوق الأمثلة التالية :  قيام متعلم  للغة الإنجليزية بشراء حقيقة تعليمية  عبارة عن مجموعة من الوسائط الإلكترونية ( CD’s) ، فالمتعلم يدير تعليمة بنفسه  من خلال تحدي مواعيد دراسته ، و تقييم نفسه ،وتنتهي دور الجهة التعليمية  بشراء المتعلم الحقيبة من المكتبة . أو برنامج تعليمي يشرح ويدرب على جمع الكسور في الرياضيات .

وبعد هذا العرض قد يكون من عدم الأنصاف  تسمية التعليم الإلكتروني بالتعلم الإلكتروني ،لوجود الاختلاف بينهم  ،مع أن المفهومين يسعيان إلى تعزيز معارف وقيم واتجاهات ومهارات المتعلم ، ومن جهة أخرى فإن هذين المفهومين مرتبطين بعلاقة قوية حيث أن هدف التعليم تحقيق التعلم لدى المتعلم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى