الحاجة إلى بنك مصطلحات عربي في علوم المكتبات والمعلومات

د. عمر حسن عبد الرحمن ; أستاذ مساعد ; قسم علوم المكتبات والمعلومات ; كلية الآداب - جامعة الخرطوم ; ; ;

 

يعتبر علم المكتبات والمعلومات من المجالات العلمية الحديثة التي ظهرت وأخذت مكانها بين العلوم الأخرى في أواخر القرن الماضي. وقد بدأ تطور المجال وازدياد الإنتاج العلمي والنشر المتعلق به في الولايات المتحدة الأمريكية مما نتج عنه أن تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى للنشر والبحث العلمي في هذا المجال الذي يتميز بالحداثة والحيوية والانفتاح على المجالات العلمية الأخرى والتداخل معها بطريقة مستمرة. وقد أدى هذا بدوره إلى دخول العديد من المفاهيم والمصطلحات الجديدة إلى المجال. ويواجه الباحثون والدارسون والعاملون في مجال علوم المكتبات والمعلومات من المتحدثين باللغة العربية الكثير من المصاعب في عملية إيجاد المصطلحات العربية المناسبة للمفاهيم الخاصة بالمجال وكذلك هنالك إشكالية إيجاد المصطلح العربي المقابل لمصطلحات المجال باللغات الأخرى وخاصة باللغة الإنجليزية. ومن جوانب إشكالية المصطلح العربي كذلك نجد تعدد المصطلحات المستخدمة وعدم وجود جهة موحدة تقوم بإنشاء أو توليد المصطلح العربي وضبطه وتوحيده ثم نشره للاستخدام في مجال علم المكتبات والمعلومات. وهذه الإشكالية لا تخص علم المكتبات والمعلومات وحده وإنما تواجه اللغة العربية بصورة عامة في محاولتها للحاق بركب التطور العلمي المتزايد والمتسارع دائماً. و نرى أن مجال علم المكتبات والمعلومات يعتبر من أكثر المجالات تأثرا بهذه الإشكالية بحكم حداثته وتطوره المتواصل وتداخله مع المجالات العلمية التي تشهد اتساعاً وتمدداً متواصلاً مثل علوم الحاسوب وتقنيات المعلومات والاتصالات.

إشكالية المصطلح العربي وطرق مواجهتها :

تناول العديد من الباحثين العرب والمهتمين بالترجمة والتعريب وعلم المصطلح الإشكاليات التي تواجه المصطلح العربي بصورة عامة، كما تناولوا الطرق والوسائل المختلفة التي يرونها كفيلة بمعالجة هذه الإشكالية. فقد تناولت نزهة الخياط إشكالية إيجاد مقابلات عربية للعدد الكبير من المصطلحات المستحدثة سنوياً وخاصة في اللغة الإنجليزية والتي هي لغة الإنتاج العلمي والتي تقدر بحوالي 9000 مصطلح سنوياً في مجالات التقانة بما فيها الحاسوب والالكترونيات والشبكات والمعلوماتية. وتذكر الخياط الوسائل المتاحة لصياغة المصطلح الجديد والتي تتمثل في الآتي:

  • الترجمة: وتنقل معنى المصطلح الأعجمي.
  • الاشتقاق: ويعنى ترجمة المصطلح بكلمة عربية في معناها.
  • المجاز: ويعنى ترجمة معنى المصطلح بكلمة عربية وتحميلها معنى جديداً.
  • النحت: ويقتضى ترجمة المصطلح بكلمة تستنبط من كلمتين عربيتين فيهما تناسب بين المنحوت والمنحوت منه لفظاً ومعنى.
  • التركيب المزجي: وهو ترجمة المصطلح بكلمتين مستقلتين.
  • الاقتراض: ويقوم على تطويع شكل الكلمة الأجنبية في اللفظ والنطق وتقريبها من البناء العربي للكلمة.
  • التعريب: ويعتمد على تغيير صوت المفردة الأجنبية ووزنها حتى يتفقان مع أحد المباني العربية وأوزانها.

ويناقش علي توفيق الحمد جانباً مهماً من جوانب إشكالية المصطلحات بصفة عامة والمصطلح العربي بصفة خاصة وهو الجانب الخاص بالمفاهيم ودراستها و دراسة تعريفاتها وفهم هذه التعريفات جيداً بالاستعانة بالمختصين سواءً على المستوى العالمي أو على المستوى المحلى.

ويؤكد وليد السراج أن إشكالية وضع المصطلحات وتوحيدها قضية عامة في كل اللغات، ويوضح الشروط التي يجب أن تتوفر في اللفظ حتى يُتخذ مصطلحاً ويتم استخدامه في اللغة. وهذه الشروط هي:

  • البساطة والوضوح في الدلالة على الفكرة العلمية أو الفنية.
  • الإيجاز والاقتصار على أقل عدد من الحروف.
  • أن يكون موضوعياً في دلالته ولا يكون مقصوراً على جانب دون الآخر.
  • أن لا يتعدد الاصطلاح للمفهوم العلمي الواحد في الحقل العلمي الواحد.
  • أن يتم وضعه بعد الرجوع إلى لغات أخرى ليكون أكثر دقة وشمولية وقابلية للرواج.
  • أن يسمح بالاشتقاق بما لا يضر بكيان اللغة مع ضرورة ترجمة المصطلح المفرد بمفرد مثله للمساعدة على التصريف والاشتقاق.
  • أن يراعى عند وضعه عدم استعمال الألفاظ العامية إلا لضرورة أو توضيح.

ويرجع إبراهيم حمدان أسباب التباين و الاختلاف في وضع المصطلح العربي إلى عدة أسباب أهمها:

  • تعدد خلفيات وتخصصات واضعي المصطلحات مما أدى إلى اختلاف في المفاهيم وتباين في التعبير عنها ومن ثم تعريبها.
  • إتباع معربو المصطلحات طرق مختلفة فقد فضل بعضهم اعتماد ما جاء في المعاجم بينما فضل آخرون استخدام المصطلح الأجنبي منقولاً بلفظه نقلاً حرفياً بينما لجأ آخرون إلى الترجمة الحرفية.
  • عدم اقتران المصطلح المعرب بالأصل الأجنبي أو إثباته بين هلالين لإزالة الغموض.

ويناقش علي توفيق الحمد الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها توحيد المصطلح العربي ونشره و يحددها في ضرورة إجراء دراسة وصفية ميدانية للمصطلحات المتعددة المترادفة على مستوى استخدامها في العالم العربي وتطبيق مبادئ التقييس وشروط المصطلح المفضل عليها ومعرفة نسبة شيوع كل منها ثم الموازنة بين هذه المصطلحات المترادفة المتعددة على أساس المعلومات المتوفرة لاختيار المصطلح المفضل على أسس علمية ولغوية. كذلك يشير الحمد إلى ضرورة نشر المصطلح العربي وذلك عن طريق تشجيع التأليف والنشر العلمي العربي ودعمه. ويدعو الحمد في هذا السياق إلى إنشاء بنك معرفي عربي واحد للمفاهيم وتعريفاتها و مصطلحاتها.

وفى سياق البحث عن حلول للإشكاليات المتعلقة بالمصطلح العربي تم وضع العديد من المقترحات بواسطة الباحثين في هذا المجال. فقد اقترح دحام العاني وآخرون إنشاء موقع على شبكة الانترنت يهتم بشئون المصطلح ويشتمل على الآتي:

  • طرق إيجاد المصطلح المقابل.
  • مخزن للمصطلحات العلمية باللغة الإنجليزية التي ترجمت في مختلف المجالات.
  • رصد وتصنيف المجالات الرئيسية والفرعية للعلوم.
  • نشر الكتروني لإصدارات مجامع اللغة العربية.
  • نشر الكتروني لقرارات مجامع اللغة العربية.
  • منتديات نقاش حول المصطلحات العلمية المستخدمة والمعربة.

ومن ناحية أخرى يرى علي القاسمي أن التراث العربي كفيل بحل إشكالية المصطلح العربي إذا ما تم استنهاض هذا التراث والرجوع لمصادره من المعاجم التراثية في مختلف فروع المعرفة بالإضافة إلى استخلاص المصطلحات من التراث العربي المخطوط.

ويرى محمد الديداوي ضرورة توعية الطلاب الجامعيين بالمسائل المصطلحية وتدريسهم اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية على أعلى المستويات مع التركيز على النصوص التي تدخل في دائرة اختصاصهم وفرز المصطلحات وتدقيق معانيها في اللغة الأصلية وإيجاد مقابلاتها العربية وتوحيد القوائم فيما بين المؤسسات العربية المماثلة.

 

بنوك المصطلحات الآلية :

يعرف ماكنوت بنك المصطلحات بأنه ” مجموعة من مفردات لغة خاصة محفوظة بجهاز حاسب آلي وتشتمل على العبارات والمصطلحات المقيسة بالإضافة إلى المعلومات اللازمة من أجل التعرف عليها والتي يمكن أن تستخدم كقاموس أحادي اللغة أو متعدد اللغات بغرض الاستشارة المباشرة أو كأساس لإنتاج القواميس وأداة تحكم في الاستقرار في استخدام المصطلح وإنشاءه وكأداة مساعدة في مجالي المعلومات والتوثيق ”

ويصنف ماكنوت بنوك المصطلحات كالآتي:

  1. بنوك مصطلحات لخدمة أغراض الترجمة بالمنظمات الكبيرة مثل بنك TEAM الخاص بشركة سيمنز بألمانيا.
  2. بنوك مصطلحات قامت لخدمة أهداف لسياسات لغوية محددة ومثال على ذلك بنك مصطلحات ” مكتب اللغة الفرنسية ” بكندا.
  3. بنوك مصطلحات مرتبطة بهيئات التقييس ومثال على ذلك بنك NORMATERM بفرنسا.
  4. بنوك مصطلحات وطنية تقوم بتقييس استخدام المصطلحات داخل بلد معين وغالباً ما يكون هذا النوع من البنوك متعدد اللغات ويستخدم بواسطة فئات مختلفة من المستفيدين.
  5. بنوك مصطلحات تنشئها وتشرف عليها الجامعات ومرافي تحقيق لتغطى مجالات موضوعية مختلفة، وهذا النوع من البنوك غالباً ما يكون له صلات وثيقة مع الهيئات المسئولة عن التخطيط اللغوي وهيئات التقييس والجمعيات المهنية والمؤسسات الأكاديمية الوطنية.

ويورد محمود صيني أهداف بنوك المصطلحات الآلية في  تحقيق الأغراض الآتية:

  • تزويد المستفيد بالمعلومات عن الكلمات والتعبيرات (تعريفاتها وأمثلة لاستعمالاتها وترجماتها).
  • إنتاج المسارد المرتبطة بنصوص محددة يراد ترجمتها.
  • إنتاج المعاجم والمسارد الحديثة للاستعمال العام.

كما توجد أنظمة تقوم بوظائف إضافية مثل التحرير الآلي للنصوص المترجمة وتخزين النصوص المترجمة الكاملة التي تحتاج إلى تحديث مستمر.

ويذكر محمود صيني الميزات التي تتوفر في بنوك المصطلحات الآلية ولا تتوافر في المعاجم التقليدية المطبوعة وهي:

  • حداثة المعلومات: حيث يمكن أن يوجد المصطلح بعد لحظات من تخزينه في البنك، بينما قد يستغرق وصول المصطلحات الجديدة أعواماً أحياناً من تاريخ وضع المصطلح إلى حين ظهوره مطبوعا في معجم تقليدي.
  • سهولة تخزين المصطلحات وتجميعها: وذلك بالتعاون مع بنوك المصطلحات الأخرى المماثلة.
  • التعرف على التكرار والتناقض في المصطلحات: عن طريق الاسترجاع الفوري للمعلومات عن أي مصطلح مخزون في ذاكرة الحاسب الآلي، ويتأتى ذلك أيضاً من إمكانيات الترتيب والتصنيف والتجميع الآلي السريع وفق مواصفات مختلفة (مثلاً ترتيباً ألفبائياً وفق المصطلحات في اللغة، أو وفقاً للتخصص العام أو الفرعي، أو المصدر، أو التشابه الشكلي… الخ.
  • توفير الوقت والجهد والمال: حيث إن الباحث يستطيع بالكتابة على لوحة المفاتيح البحث عن مصطلح ما في ثوانٍ معدودات، بدلاً من ساعات قد يقضيها في البحث في عدد كبير من المعاجم المطبوعة، كذلك يتم توفير الجهد والمال باشتراك عدد كبير من المستفيدين من البنك الواحد.
  • توحيد المصطلحات: فعندما ترتبط عدة هيئات وعدد كبير من الأفراد بمصدر واحد للمصطلحات (البنك) فسوف يساهم ذلك في عدم تكرار العمل ووضع مصطلحات جديدة لما تم وضعه من جهة أخرى، كما ينتج عن ذلك توفير الجهود المهدرة في قيام عدة أطراف بنفس العمل.
  • التوثيق: توفر بنوك المصطلحات بوصفها قواعد بيانات الكثير من المعلومات التي لا نجدها في المعاجم التقليدية، مثل المعلومات الخاصة بمصدر المصطلح وتاريخ المصدر مما يساعد المستفيد في التعرف على درجة الموثوقية للمصطلح وحداثته، وهو أمر مهم في هذا العصر الذي يتميز بإنتاج كم هائل من المعلومات والكثير من الاختراعات المتلاحقة وما يتركه ذلك من أثر في المصطلحات.
    ويشير محمود الصيني إلى أن  أهم ما ينقص بنوك المصطلحات في صورتها الحالية هو اقتصارها على تقديم المعلومات الكتابية أو النصية، وعدم توفير المعلومات التصويرية من رسوم بيانية وخرائط وصور ورسومات توضيحية وما شابه ذلك، مما نجده في المعاجم التقليدية (الموسوعية منها خاصة)، وهذه من المجالات التي يجب أن تتوفر في  أي بنك للمصطلحات يسعى إلى التطوير.

وتوضح نوبنن أن محتويات بنوك المصطلحات لا تقتصر فقط على المصطلحات وتعريفاتها والمصطلحات المقابلة لها وإنما لديها بنية هيكلية ثابتة لتسجيله كل مصطلح، ونجد أن التسجيلة الخاصة بكل مصطلح تحتوى على الآتي:

  • بيانات متنوعة عن المصطلح مثل: القواعد اللغوية والنحوية.
  • العبارات الأخرى المصاحبة لهذا المصطلح.
  • مترادفات المصطلح.
  • تعريف المفهوم الذي يدل عليه المصطلح وعلاقته بالمفاهيم الأخرى.
  • الترجمات المقابلة للمصطلح.
  • بيانات عن أصل ومصدر التسجيلة مثل التاريخ والمؤلف …..الخ.

وغالباً ما تحتوى بنوك البيانات على نظم استرجاع متقدمة توفر خيارات بحث متعددة، ومن أهم خصائص بنوك المصطلحات أنها تكون منظمة بواسطة هيئات أو مؤسسات وتقوم بإنتاج مسارد مطبوعة. كما أنه أصبح من السهل تبادل البيانات بين بنوك المصطلحات المختلفة بواسطة الأشكال القياسية لتبادل البيانات.

 

علوم المعلومات والمكتبات وتداخله مع العلوم الأخرى :

توصلت دراسة لمارينا بلوزينسكايا إلى أن علم المكتبات والمعلومات يمتلك خصائص جاذبة تتمثل في التغييرات السريعة في تقنيات المعلومات والتي أدت إلى جذب انتباه العديد من الباحتين والدارسين من مجالات موضوعية عديدة إلى علم المكتبات والمعلومات. كذلك توصلت هذه الدراسة إلى أن الباحثين في مجال علم المكتبات والمعلومات يقومون باستشهادات مرجعية متكررة في بحوثهم لنفس التخصصات الموضوعية التي تقوم باستشهادات مرجعية متكررة في علوم المكتبات والمعلومات. وهذا يدل على مدى تداخل هذا المجال مع المجالات الموضوعية الأخرى وهى: علوم الأحياء وإدارة الأعمال والاتصالات وعلوم الحاسوب والاقتصاد والتربية وعلم اللغة والطب والعلوم الصحية وعلم النفس والإدارة العامة وعلم الاجتماع والدراسات الحضرية.

ويشير محمد عبود الزبيدي إلى أن مظاهر تطور علم المعلومات يمكن قياسها اعتماداً على مؤشرات ايجابية توفرت له منذ الثمانينات من القرن الماضي وأهم هذه المؤشرات تتلخص في الأتي :

  • باحثون في مجالات علم المعلومات.
  • مدرسون يعملون في حقل المعلومات.
  • برامج دراسية جامعية في المجال.
  • مؤسسات بحثية وأكاديمية مهتمة بعلم المعلومات.
  • جمعيات مهنية.

كما يشير الزبيدي إلى أن علم المعلومات له ارتباطات وتداخلات مع مجالات علمية متعددة، وأن علم المكتبات الأكثر عطاء لهذا العلم حيث قدم له الأدوات والأساليب المهنية الأساسية للعمل المعلوماتي. ولهذا كان لابد من ارتباط المجالين بمسمى واحد وهو علم المعلومات والمكتبات. كذلك يشير الزبيدي إلى استقطاب علم المعلومات لعلماء وباحثين من تخمجموعة العلوموعة وأن هؤلاء قد استندوا في بحوثهم ودراساتهم في المجال إلى الكثير من مفاهيم ومصطلحات تخصصاتهم السابقة، الشيء الذي أدى إلى إثراء مجال المكتبات والمعلومات بالكثير من المفاهيم والمصطلحات من مجالات عديدة ومختلفة والتي أصبحت جزءاً من مفاهيم ومصطلحات مجال علم المكتبات والمعلومات.

أما وهيبة سعيدي فتبرز الرأي الذي يقول أن علم المعلومات يتكون من مجموعة  العلوم الآتية: علم المكتبات، علم الاتصال، علم الحاسب الآلي، التربية، علم الاتصال ، وعلم النفس. وهذا يدل على مدى اتساع المساحة التي يغطيها مجال علم المكتبات والمعلومات وثراؤه بالعديد من المصطلحات التي وردت إليه من هذه المجالات وأصبحت تستخدم كجزء من مصطلحات علوم المكتبات والمعلومات. كذلك نجد أن مجالي علوم الاتصال وعلوم الحاسب الآلي هي من أكثر المجالات والمعلومات تطوراً مما يؤدى إلى ظهور العديد من المفاهيم و المصطلحات الجديدة بصورة دائمة ومتواصلة، وهذه المفاهيم والمصطلحات الواردة تحتاج إلى المتابعة من الباحثين والمهتمين بمجال علوم المكتبات والمعلومات من المتحدثين والذين يدرسون باللغة العربية، لذلك من الضروري إيجاد المصطلحات العربية المناسبة والمقابلات العربية المناسبة المقيسة والموحدة لكل المصطلحات القديمة والواردة حديثاً في هذا المجال، ولابد من القيام بهذا العمل بصورة منظمة ومؤسسية.

 

نماذج لتعدد المصطلحات باللغة العربية للمفهوم الواحد في علوم المكتبات والمعلومات :

هنالك العديد من النماذج والأمثلة التي تدل على مدى الحاجة إلى وجود آلية لضبط استخدام وتوحيد المصطلحات العربية المستخدمة في مجال المكتبات والمعلومات. وفيما يلي ثلاثة نماذج على سبيل المثال توضح تعددية المصطلحات العربية المستخدمة للدلالة على مفهوم واحد أو التي تقابل مصطلح واحد باللغة الإنجليزية.

المثال الأول أورده محمود الجندي والذي قام بحصر المصطلحات العربية التي تم استخدامها بواسطة الباحثين للدلالة على مصطلح    Metadata والتي بلغت ثلاثة عشر مصطلحاً هي:

” ما بعد البيانات ” ، ” بيانات البيانات ”  ” بيانات الوصف المدمجة في صفحات الإنترنت ” ، ” وصائف البيانات ” ،  ” واصفات البيانات”  ، “البيانات الفارقة” ، ” ما فوق البيانات “، ” بيانات البيانات ” ،  ” البيانات الواصفة ” ، ” ما وراء البيانات “، ” البيانات الخلفية ” ،  ” بيانات عن بيانات”

كما اكتفى بعض الباحثين بالنقل الصوتي للمصطلح في لغته الأصلية دون محاولة تعريبه، مع الاختلاف في التهجئة ،فالبعض استخدم  “ميتاديتا ”  بينما استخدم البغض الآخر ” ميتاداتا ”

و المثال الثاني نجده في محاولة تعريب مصطلح” Cybrarian” والتي أوردها محمود عبد الستار حيث تم استخدام ثلاثة مصطلحات عربية مقابلة وهى ” أمين المعلومات” و “أخصائي المعلومات” و “المعلوماتي”.

أما المثال الثالث فقد أشار إليه حشمت قاسم في تعدد المقابلات العربية لمصطلح” Informatization” ، فقد أشار حشمت قاسم إلى عدم وجود مصطلح واحد مقابل في اللغة العربية وإنما هنالك عدد من المصطلحات منها : “إضفاء الطابع المعلوماتي” ، “إسباغ الطابع المعلوماتي”، ” النسق المعلوماتي “، “النهج المعلوماتي”، و”التهيئة المعلوماتية”.

 

 

 

مصادر مصطلحات علوم المعلومات والمكتبات على شبكة الانترنت :

يوجد عدد من مصادر مصطلحات علوم المعلومات والمكتبات على شبكة الانترنت باللغة الإنجليزية مع وجود عدد محدود باللغة العربية. ومعظم هذه المصادر عبارة عن معاجم أو مسارد أحادية اللغة بالنسبة للمصادر باللغة الإنجليزية أو ثنائية اللغة بالنسبة للمصادر باللغة العربية. وفيما يلي عرض لبعض هذه المصادر:

  • نموذج لمصدر مصطلحات باللغة الإنجليزية

يعتبر المعجم المباشر لعلم المكتبات والمعلومات  Online Dictionary of Library and Information Science (ODLIS) من أهم واكبر مصادر مصطلحات علوم المعلومات والمكتبات على شبكة الانترنت باللغة الإنجليزية وقد تم إنشاء هذا المعجم في العام 1994 بواسطة جوان ريتز من جامعة ويسترن كونيكتكت بالولايات المتحدة الأمريكية وتطور المعجم بمرور السنوات ليشتمل على 4200 مصطلح مع الإحالات، كذلك أصبح يعتمد على اقتراحات المهنيين والباحثين في مجال المكتبات والمعلومات في إضافة المصطلحات الجديدة. وبالإضافة إلى مصطلحات المكتبات والمعلومات فان هذا المعجم يشتمل على مصطلحات أخرى ذات صلة بالمجال من مجالات أخرى مثل النشر والطباعة والتجليد، تجارة الكتاب، فنون الجرافكس، تاريخ الكتاب، الأدب، الببليوجرافيا، الاتصالات، وعلوم الحاسب الآلي.وتوجد نسخة ورقية من  ODLISبعنوان: Dictionary of Library and Information Science .

محدودية هذا المعجم تتمثل في أنه غير قابل للبحث كقاعدة بيانات وإنما يمكن تصفحه كنص فائق  hypertext مرتب ترتيب ألفبائي.

  • نموذج لمصدر باللغة العربية

هنالك عدد محدود جدا من مصادر مصطلحات المعلومات والمكتبات باللغة العربية على شبكة الانترنت ومعظمها  عبارة عن نسخ الكترونية من معاجم ورقية ثنائية اللغة (انجليزي/عربي) لا يمكن البحث فيها ولا يمكن تصفحها كنص فائق. ولكن هنالك نموذج جيد وهو قاموس مصطلحات المكتبات والمعلومات والأرشيف ويقول عنه مؤلفه أحمد الشامي ” هذا الموقع يهدف إلى تغطية مصطلحات المكتبات والمعلومات والأرشيف والموضوعات المتصلة بها باللغتين الإنكليزية والعربية، لخدمة الدارسين والعاملين بهذا المجال، وهو مبني على عملين سابقين، بعد تحديث المصطلحات التي وردت بهما:

  • المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات لأحمد محمد الشامي والدكتور سيد حسب الله (الرياض: دار المريخ، 1408ﻫ – 1988م).
  • الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات لأحمد محمد الشامي والدكتور سيد حسب الله (القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 1422ﻫ – 2001م).

ويشتمل هذا العمل على الكثير من المصطلحات المستخدمة في الموضوعات التالية: الوثائق والأرشيف والتصنيف والفهرسة والدراسات الببليومترية والتجليد.”

ويحتوى هذا القاموس حالياً على عدد 4446 من المصطلحات الإنجليزية و 5779 من المصطلحات العربية بالإضافة إلى 34329 من الروابط الداخلية و 1084 من الروابط الخارجية.

بالإضافة إلى هذا القاموس نجد نسخة الكترونية على شكل PDF من” معجم مصطلحات المكتبات والمعلومات” لمؤلفه عبد الغفور عبد الفتاح قاري وهو أصلا معجم ورقى صادر عن مكتبة الملك فهد الوطنية في العام 2000.

كذلك نجد عدداً من مصطلحات المكتبات والمعلومات متداولة على الشبكات الاجتماعية على الانترنت مثل المنتديات وكذلك على موقع الفيس بوك. ومعظم هذه المصطلحات منقولة من مصادر أخرى ومتداولة بصفة خاصة بين طلاب علوم المكتبات والمعلومات بالجامعات العربية مما يشير إلى مدى حاجة الدارسين للمصطلح العربي في هذا المجال.

 

الحاجة إلى بنك مصطلحات عربي متخصص في علوم المكتبات والمعلومات:

يتطلب الوضع الحالي للمصطلح العربي في مجال علوم المكتبات والمعلومات كما وضح في سياق هذه الدراسة، وجود آلية لضبط استخدام المصطلح وتوحيده ثم نشره، والعمل على متابعة ما استجد من المفاهيم في هذا المجال وإيجاد المصطلح الذي يعبر عنها باللغة العربية وكذلك إيجاد المصطلح المقابل باللغة العربية للمصطلحات الواردة باللغات الأخرى وخاصة اللغة الإنجليزية، وتوحيد هذه المقابلات ونشرها بين الدارسين والباحثين والعاملين في مجال علوم المكتبات والمعلومات. ونري أن الآلية المناسبة لتحقيق هذه الأهداف هي إنشاء بنك مصطلحات عربي متخصص في علوم المكتبات والمعلومات وذلك لعدم مقدرة المصادر العربية الموجودة حاليا سواء كانت مصادر الكترونية على شبكة لانترنت أو مصادر ورقية على تلبية الحاجة المتزايدة للمصطلح العربي من قبل الباحثين والدارسين لعلم المكتبات والمعلومات باللغة العربية.

ولضمان تحقيق البنك المقترح لهذه الأهداف نرى ضرورة أن يقوم على الأسس الآتية:

  • أن تكون هناك هيئة مسئولة عن إنشاء البنك ومتابعة الجوانب اللغوية والفنية و المالية ونقترح أن تكون هذه الهيئة مكونة من تجمع أو اتحاد من أقسام المكتبات والمعلومات بالجامعات العربية وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة مثل مجمعات اللغة العربية والاتحاد العربي للمعلومات والمكتبات و مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والذي لديه الكثير من الأنشطة في مجال المصطلح العربي.
  • خاتمة: بنك المصطلحات ثنائي اللغة (عربي وانجليزي) يقوم بتعريف وشرح المفاهيم باللغة العربية وتحديد المصطلح المستخدم وتقييسه. كما يقوم بتحديد المصطلحات العربية المقابلة للمصطلحات الواردة باللغة الإنجليزية.
  • أن يكون بنك المصطلحات متاحاً على شبكة الانترنت بدون أي قيود للدخول والاستخدام بغرض البحث عن المصطلحات.
  • أن يقوم البنك بطباعة ونشر الإضافات الجديدة للمصطلحات بصورة سنوية.

 

خاتمة :

تناولت هذه الورقة بعض جوانب إشكالية المصطلح العلمي العربي بصورة عامة وفى مجال علم المكتبات والمعلومات بصفة خاصة مع عرض طرق مواجهة هذه الإشكالية وإيجاد الحلول المناسبة. وقد تم التركيز على بنوك المصطلحات وإبراز دورها في إدارة المصطلح ومميزاتها عن المصادر الأخرى من مصادر المصطلحات. وقد ازدادت أهمية المصطلحات في العصر الرقمي الذي نعيشه الآن لما يتميز به من كثافة الإنتاج والبحث العلمي وضرورة مواكبة الباحثين والدارسين باللغة العربية لكل ما يستجد في مجالات تخصصاتهم المختلفة. المراجع: أن مجال علم المكتبات والمعلومات في حاجة إلى بنك مصطلحات باللغة العربية يعمل  كمصدر للمصطلحات في المجال وكذلك يعمل كآلية لإدارة المصطلح العربي في جوانب ضبط وتقييس وتوحيد ونشر المصطلح العربي في مجال علم المكتبات والمعلومات .

المراجع :

  1. إبراهيم بن محمود حمدان. التعريب بين الواقع والطموح. http://faculty.ksu.edu.sa/aljarf
  2. أحمد الشامي. مصطلحات المكتبات والمعلومات والأرشيفhttp://www.elshami.com/
  3. 3. حشمت قاسم. إضفاء الطابع المعلوماتي. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات. مج13، ع2 (مايو 2008).

4.دحام إسماعيل العاني. فايز عبدالله الحرقان، منصور بن محمد الغامدي، محمد بن إبراهيم الكنهل . آلية لتوظيف الشبكة العالمية(الإنترنت) في رصد المصطلح العلمي وتعريبه وضبطه ونشره. http://www.mghamdi.com/SD.pdf

  1. عبد الغفور عبد الفتاح قاري . معجم مصطلحات المكتبات والمعلومات.

http://www.kfnl.gov.sa/idarat/alnsher%20el/abdulftah/pdf/349%20Tif.pdf

  1. علي القاسمي. المصطلح التراثيّ العربيّ بين الإهمال والإعمال . الفصل الثالث عشر من كتاب علم المصطلح: أسسه النظرية وتطبيقاته العملية. http://www.atida.org/makal.php?id=198
  2. علي توفيق الحمد. في المصطلح العربـي (قراءة في شروطه وتوحيده). http://www.voiceofarabic.net/

8.محمـد الديداوي. إشكالية وضع المصطلح المتخصـــص وتوحيده وتوصيله وتفهيمه وحَوْسَبته

http://www.watajournal.com/mag2/archive/1/Researches/1.html

9.محمد عبود.علــم المــعـلـــومـــات :نشأته وتعريفاته. http://www.arabcin.net

  1. محمود إسماعيل صيني. بنوك المصطلحات الآلية. http://www.atida.org
  2. محمود الجندى.ترجمة المصطلحات العلمية : بين ضرورة التقنين و فوضى الاجتهاد.

http://mahmoudelgendy.blogspot.com

  1. محمود عبد الستار خليفة. مصطلح cybrarian: المفهوم والاستخدام العربي. – cybrarians 2004). . – ع 1 (يونيو 2004) . – تاريخ الإتاحة < 25 يناير 2010>. – متاح في : www.cybrarians.info
  2. مصطلحات المكتبات و المعلومات على موقع الفيس بوك

14.نزهة ابن الخياط. من قضايا اللغة العربية والحاسوب. http://membres.multimania.fr

15.وليد سَراج. اللّغة العَربيّة وَالاصطِلاح. http://www.voiceofarabic.net

  1. Library Terminology. http://guides.library.fullerton.edu/slis/
  2. McNaught، John. A survey of termbanks worldwide.

http://www.mt-archive.info/Aslib-1987-McNaught.pdf

  1. Nuopponen، Anita. Terminology Online: From Term Banks to the World Wide Web. http://lipas.uwasa.fi/
  2. Pluzhenskaya، Marina. LIS and other knowledge domains:interdisciplinarity of LIS scholars’ publications (pilot study). http://www.cais-acsi.ca/
  3. Reitz، Joan M. ODLIS — Online Dictionary for Library and Information Science. http://lu.com/odlis/about.cfm

21. Terminology resources on the WWW. http://circa.europa.eu/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى