دور أخصائيي المكتبات
لأخصائيي المكتبات دور كبير في جذب وتشجيع روادها، وهو دور يصعب على غير المتخصص القيام به، فلابد أن يكون من يقدم الخدمة لرواد المكتبات متخصصا في هذا المجال ليكون عامل تأثير وتشجيع لمرتاديها، وذلك بسرعة تقديمه للمعلومة بشكل دقيق وواضح، بالإضافة إلى تحليه بالصفات الخلقية الحسنة في مقابلة الجمهور، وبحسن التعامل الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي في جميع المعاملات.
وللقراءة أهمية كبيرة وفوائد عظيمة لا يمكن حصرها، ويدل على ذلك أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالقراءة في قوله تعالى ( اقرأ ) ومن هذا المنطلق، حرصت حكومتنا الرشيدة أيدها الله ممثلة في وزارة التربية والتعليم كغيرها من الوزارات والقطاعات الحكومية في إيجاد وتوفير العديد من المكتبات العامة المنتشرة في كافة مناطق المملكة، بل وحرصت على متابعة وتوفير جميع أنواع أوعية المعلومات بمختلف أشكالها، المسموع والمقروء، لكافة الفئات العمرية، وأوجدت علوما متخصصة في هذا الشأن أصبحت ولله الحمد، أقساما خاصة تدرس في الجامعات والكليات لكلا الجنسين ( الذكور والإناث ) تهدف إلى تشجيع ومساعدة القراء وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وانطلاقا من هذا المفهوم، وباعتباري أحد المختصين في مجال المكتبات والمعلومات وأعمل ولله الحمد، في مجال تخصصي، رأيت أن هناك حقيقة وهي أنه يجب أن تستثمر أوعية المعلومات الموجودة في مكتباتنا بشكل أفضل وذلك بأهمية وضع آلية معينة لتشجيع وجذب كافة طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة إلى ارتياد المكتبات، ولن يتحقق إلا بتعاون جميع الزملاء العاملين في هذا المجال لتحقيق ورفع عوامل جذب المرتادين.
وفي الواقع، أرى ضرورة دراسة ظاهرة العزوف والبعد عن ارتياد المكتبات، وأهمية الخروج بنتائج هذه الدراسة إلى واقع ملموس يحقق هذا الهدف.
زملائي موظفي المكتبات، إن هذه المنشآت الضخمة والمباني المنتشرة التي تملى بمصادر المعلومات تحتاج لأن يقوم المتخصصون في هذا المجال بإبراز أهميتها بأفضل الوسائل المتاحة فلابد لنا أن نعرف حقيقة رسالتنا، وأن نصل بها إلى تحقيق الأهداف التي من أجلها أنشأت هذه المكتبات، وأود أن أذكر حديثاً شريفاً للرسول صلى الله عليه وسلم وهو قوله فيما معناه (إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك هم الآمنون من عذاب الله).