اختيار المواد المكتبية

عبدالله مزكي العنزي ; المكتبة المركزية ; وزارة التربية والتعليم ;

الصفحات: 23 - 24

 

الاختيار لغة هو المفاضلة أو المقارنة بين أمرين أو أكثر، والاختيار في المكتبات هو عملية تحديد أو تقرير أوعية المعلومات التي يجب توفيرها في المكتبة وتعد من أصعب وأدق الأعمال التي تقوم بها المكتبات، لأن الاختيار الجيد يؤمن الحد الأدنى من التوازن في مجموعات لمكتبة بحيث لا تطغى مجموعة على أخرى أو موضوع على موضوع آخر، لذلك كل مكتبة لها سياسة مكتوبة للقيام بعملية اختيار المواد المكتبية.

إن المستفيد من المكتبة لا يعرف مدى المشقة التي تتحملها المكتبات للحصول على الكتاب الذي تضعه بين يدي القارئ دون مشقة وعناء، ولكنه قد يعي ذلك في حالة ذهابه إلى المكتبة لبيع الكتب، فعندما يريد شراء كتاب في مجال القانون الدولي، فإنه سوف يفاجأ بمئات الكتب التي تندرج تحت هذا الموضوع، من هناء يبدأ في عملية الاختيار أي المفاضلة أو المقارنة بينها، وما أريد أن أشير له الجهد الذي قد يبذله في عملية الاختيار.

والحقيقة أن هناك أكثر من سبب يدعو المكتبات إلى القيام بعملية الاختيار منها:

  1. ضخامة الإنتاج الفكري على جميع المستويات المحلية والوطنية والعالمية، مما يؤدي إلى صعوبة الحصول على كل ما ينشر.
  2. إن عملية الاختيار تحقق مبدأ ” إيصال الكتاب المناسب للقارئ المناسب، في الوقت المناسب “
  3. المساحة المحددة للمجموعات المكتبية تتحكم كثيراً في عملية الاختيار
  4. ظهور كتب رديئة النوعية مما يتحتم على المكتبات اختيار المناسب منها شكلاً ولغة ومضموناً
  5. ميزانية المكتبة دائما ما تكون محدودة بمقدار معين من المال يصعب تجاوزه، وهذا يعني أنها لا تستطيع شراء كل ما تحتاج إليه.

نظراً لذلك يتم اختيار أوعية المعلومات في المكتبات عملياً بناء على مرتكزين يعتمد كل منهما على الآخر، أولاً مدى مناسبة الوعاء أو الكتاب لاحتياجات واهتمامات المجتمع الذي تخدمه المكتبة، فإذا كان ملائما ولا يوجد غيره تم اختياره، أما إذا كان هناك أكثر من وعاء يتناول نفس الموضوع أو الموضوعات عندئذ تلجأ لجنة الاختيار إلى المرتكز الثاني وهو تقييم نوعية وقيمة الكتب المراد المفاضلة بينها ، والتي ترتكز عادة على الكتاب نفسه من حيث جودته وصلاحيته وقيمته من الناحيتين الشكلية والموضوعية . ويمكن تقييم أي كتاب من خلال الإطلاع على مجموعة من المعطيات مثل صفحة العنوان، المقدمة، قائمة المحتويات، قائمة المصادر، …. وغيرها.

إلا أن هذه المعطيات قد تكون غير كافية وتعتمد بشكل أساسي على الشخص الذي يقوم بعملية الاختيار، الذي لابد أن تتوافر فيه بعض الشروط والمؤهلات التي تساعده في عملية الاختيار، ولاختلاف مسئولية الاختيار للمواد المكتبية من مكتبة لأخرى، فإنه دائماً وأبدا يساهم بها أطراف أساسية ومتعددة، وذلك يكون حسب نوع المكتبة ونوع الخدمة التي تقدمها.

وإذا أخذنا مكتبة وزارة التربية والتعليم مثلاً فإن مسئولية الاختيار للمواد المكتبية يساهم بها أشخاص متخصصين للمحافظة على تميزها ودعمها المتواصل لأغراض البحوث والدراسات ولإشباع رغبة القراء ومنسوبي الوزارة والزوار من الخارج على حد سواء، هؤلاء الأشخاص هم نخبة خاصة من العاملين في المكتبة وفئة مختارة من الموظفين.

ونظراً لوجود نخبة جيده من الموظفين في وزارة التربية والتعليم، فإن المكتبة أعدت نموذج خاص لإشراكهم في عملية الاختيار والاستفادة من خبرتهم للحصول على أحدث وأفضل ما نشر من الكتب شكلاً ولغة ومضموناً. كما أن هذا التعاون يوفر لهم احتياجاتهم ورغباتهم ويذلل صعوبة الاختيار على المكتبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى